الوجه السابع [1] : أن يقال : الأئمة الذين هم مثل هؤلاء الذين ذكرهم في كتابه وادعى عصمتهم ليس لهم سلطان تحصل به مقاصد [2] الإمامة ، ولا يكفي الائتمام بهم في طاعة الله ، ولا في تحصيل ما لا بد منه مما يعين على طاعة الله ، فإذا لم يكن لهم ملك ولا سلطان لم يمكن أن تصلى خلفهم جمعة [ ولا جماعة ] [3] ، ولا يكونون أئمة في الجهاد ولا في الحج ، ولا تقام بهم الحدود ، ولا تفصل بهم الخصومات ، ولا يستوفي الرجل بهم حقوقه التي عند الناس والتي في بيت المال ، ولا يؤمن بهم السبل [4] ، فإن هذه الأمور كلها تحتاج إلى قادر يقوم بها ، ولا يكون قادرا إلا من له أعوان على ذلك . وهؤلاء لم يكونوا قادرين على ذلك ، بل القادر على ذلك كان غيرهم ، فمن طلب هذه الأمور من إمام عاجز عنها [5] كان جاهلا ظالما ، ومن استعان عليها بمن هو قادر عليها كان عالما [6] مهتديا مسددا ، فهذا يحصل مصلحة دينه ودنياه ، والأول تفوته مصلحة دينه ودنياه .