الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه التاسع [1] : أن يقال : إمام قادر ينتظم به أمر الناس في أكثر مصالحهم ، بحيث تأمن به السبل [2] ويقام به ما يقام من الحدود ، ويدفع به ما يدفع من الظلم ، ويحصل به ما يحصل من جهاد العدو ، ويستوفى به ما يستوفى من الحقوق ، خير من إمام معدوم لا حقيقة له .

                  [ ص: 115 ] والرافضة تدعو [3] إلى إمام معصوم ، وليس عندهم في الباطن إلا إمام معدوم ، وفي الظاهر إمام كفور أو ظلوم [4] . فأئمة أهل السنة ، ولو فرض ما فرض فيهم من الظلم والذنوب ، خير من الأئمة الظاهرين الذين يعتقدهم الرافضة [5] ، وخير من إمام معدوم لا حقيقة له . وأما الأئمة الباقون الذين كانوا موجودين فأولئك يأتم بهم أهل السنة كما يأتمون بأمثالهم ، فهو وأمثالهم أئمة ، ومن ائتم بهؤلاء مع أمثالهم [6] من سائر المسلمين كان خيرا ممن ائتم بهم وحدهم ، فإن العلم رواية ودراية ، كلما كثر فيه العلماء واتفقوا على ذلك [7] كان أقوى وأولى الاتباع ، فليس عند الشيعة خير إلا وأهل السنة يشركونهم [ فيه ، والخير الذي اختص به أهل السنة ] [8] لا يشركهم فيه الشيعة .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية