الوجه التاسع [1] : أن يقال : إمام قادر ينتظم به أمر الناس في أكثر مصالحهم ، بحيث تأمن به السبل [2] ويقام به ما يقام من الحدود ، ويدفع به ما يدفع من الظلم ، ويحصل به ما يحصل من جهاد العدو ، ويستوفى به ما يستوفى من الحقوق ، خير من إمام معدوم لا حقيقة له .
[ ص: 115 ] والرافضة تدعو [3] إلى إمام معصوم ، وليس عندهم في الباطن إلا إمام معدوم ، وفي الظاهر إمام كفور أو ظلوم [4] . فأئمة أهل السنة ، ولو فرض ما فرض فيهم من الظلم والذنوب ، خير من الأئمة الظاهرين الذين يعتقدهم الرافضة [5] ، وخير من إمام معدوم لا حقيقة له . وأما الأئمة الباقون الذين كانوا موجودين فأولئك يأتم بهم أهل السنة كما يأتمون بأمثالهم ، فهو وأمثالهم أئمة ، ومن ائتم بهؤلاء مع أمثالهم [6] من سائر المسلمين كان خيرا ممن ائتم بهم وحدهم ، فإن العلم رواية ودراية ، كلما كثر فيه العلماء واتفقوا على ذلك [7] كان أقوى وأولى الاتباع ، فليس عند الشيعة خير إلا وأهل السنة يشركونهم [ فيه ، والخير الذي اختص به أهل السنة ] [8] لا يشركهم فيه الشيعة .