الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  والجواب عن ذلك من وجوه : أحدها : أن ما ذكر من قول فاطمة - رضي الله عنها - : أترث أباك ولا أرث أبي ؟ لا يعلم [1] صحته عنها ، وإن [2] صح فليس [3] فيه حجة ؛ لأن أباها صلوات الله عليه وسلامه لا يقاس بأحد من [ ص: 195 ] البشر ، وليس أبو بكر أولى بالمؤمنين من أنفسهم [ كأبيها ] [4] ، ولا هو ممن حرم الله عليه صدقة الفرض والتطوع كأبيها ، ولا هو أيضا ممن جعل الله محبته مقدمة على محبة الأهل والمال ، كما جعل أباها كذلك .

                  والفرق بين الأنبياء وغيرهم أن الله تعالى صان الأنبياء عن أن يورثوا دنيا [5] ، لئلا يكون ذلك شبهة لمن يقدح في نبوتهم بأنهم طلبوا الدنيا وخلفوها [6] لورثتهم . وأما أبو الصديق [7] وأمثاله فلا نبوة لهم يقدح فيها بمثل ذلك ، كما صان الله تعالى نبينا عن الخط والشعر صيانة لنبوته عن الشبهة ، وإن كان غيره لم يحتج إلى هذه الصيانة .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية