الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه الحادي عشر : أن يقال : قد جرت العادة بأن الظلمة من الملوك إذا تولوا بعد غيرهم من الملوك الذين أحسنوا إليهم أو ربوهم [1] ، وقد انتزعوا الملك من بيت ذلك الملك ، استعطفوهم وأعطوهم ليكفوا عنهم منازعتهم ، فلو قدر - والعياذ بالله - أن أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - متغلبان متوثبان ، لكانت العادة تقضي [2] بأن يزاحما الورثة المستحقين للولاية والتركة [ في المال ] [3] ، بل يعطيانهم ذلك وأضعافه ؛ ليكفوا عن المنازعة في الولاية . وأما منع الولاية والميراث بالكلية فهذا لا يعلم [4] أنه فعله أحد من الملوك ، وإن كان من أظلم الناس وأفجرهم . فعلم أن الذي فعلوه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر خارج عن العادة [5] الطبيعية في الملوك ، كما هو خارج عن العادات الشرعية في المؤمنين ، وذلك لاختصاصه - صلى الله عليه وسلم - بما لم يخص الله به غيره من ولاة الأمور وهو النبوة [6] ؛ إذ الأنبياء لا يورثون .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية