الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  ويقال : ثالثا : من المعلوم لكل من له خبرة أن أهل الحديث أعظم [1] . الناس بحثا عن أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلبا لعلمها ، وأرغب الناس في اتباعها ، وأبعد الناس عن اتباع [ هوى ] [2] يخالفها ، فلو ثبت عندهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي هذا ، لم يكن أحد من الناس أولى منهم باتباع قوله ، فإنهم يتبعون قوله إيمانا به ، ومحبة لمتابعته ، لا لغرض لهم في الشخص الممدوح .

                  ولهذا يذكرون ما ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - من فضائل علي ، كما يذكرون ما قاله من فضائل عثمان ، كما يذكرون ما ذكره من فضائل الأنصار ، كما يذكرون ما ذكره من فضائل المهاجرين ، وفضائل بني [ ص: 288 ] إسماعيل وبني فارس ويذكرون فضائل بني هاشم [3] ويذكرون ما ذكره من فضائل [ طلحة والزبير ، كما يذكرون ما ذكره من فضائل ] [4] سعد بن أبي وقاص وأسامة بن زيد [ وما ذكره من فضائل الحسن والحسين ، ويذكرون ] [5] من فضائل عائشة ، [ كما يذكرون ما ذكره من ] فضائل فاطمة [6] . وخديجة ، فهم في [ أهل ] [7] الإسلام كأهل الإسلام في أهل الملل : يدينون [8] بكل رسول وكل [9] كتاب ، لا يفرقون بين أحد من رسل الله ، ولم يكونوا من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا .

                  فلو ثبت عندهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي : هذا فاروق أمتي ، لقبلوا ذلك ونقلوه ، كما نقلوا ه ، ر ، ص : كما قبلوا ونقلوا . قوله لأبي عبيدة : " هذا أمين هذه [ ص: 289 ] الأمة " [10] وقوله للزبير : " إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير [11] " وكما قبلوا ونقلوا [12] قوله لعلي : " لأعطين الراية [ غدا ] [13] رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله " [14] وحديث الكساء لما قال لعلي وفاطمة وحسن وحسين : " اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا [15] " وأمثال ذلك .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية