الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 431 ] فصل

                  [1] .

                  قال الرافضي

                  [2] : " وكان باليمن يوم الفتح يطعن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكتب

                  [3] إلى أبيه

                  [4] صخر بن حرب يعيره بإسلامه ، ويقول : أصبوت إلى دين محمد

                  [5] ؟ وكتب إليه :

                  [6]

                  يا صخر لا تسلمن طوعا فتفضحنا

                  [7] بعد الذين ببدر أصبحوا فرقا

                  [8]     جدي وخالي وعم الأم يا لهم
                  قوما وحنظلة المهدي لنا أرقا

                  [9]     فالموت أهون من قول الوشاة
                  لنا خلي ابن هند عن العزى لقد فرقا [10]

                  .

                  والفتح كان في رمضان

                  [11] لثمان سنين

                  [12] من قدوم النبي صلى [ ص: 432 ] الله عليه وسلم المدينة ، ومعاوية مقيم

                  [13] على شركه ، هارب من النبي - صلى الله عليه وسلم - ، لأنه كان قد أهدر

                  [14] دمه ، فهرب إلى مكة ، فلما لم يجد له مأوى صار إلى النبي

                  [15] - صلى الله عليه وسلم - مضطرا ، فأظهر الإسلام ، وكان إسلامه قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمسة أشهر ، وطرح نفسه على العباس ، فسأل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعفا

                  [16] ، ثم شفع إليه

                  [17] أن يشرفه ويضيفه إلى جملة الكتاب ، فأجابه وجعله واحدا من أربعة عشر ، فكم كان حظه من هذه المدة

                  [18] لو سلمنا أنه كاتب

                  [19] الوحي حتى استحق أن يوصف بذلك دون غيره ؟ مع أن الزمخشري - من مشايخ الحنفية - ذكر في كتاب

                  [20] " ربيع الأبرار " أنه ادعى نبوته أربعة نفر

                  [21] . على أن من جملة الكتبة

                  [22] [ عبد الله بن سعد ]

                  [23] بن أبي سرح
                  وارتد مشركا ، وفيه نزل

                  [24] [ ص: 433 ] ( ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ) .

                  وقد روى عبد الله بن عمر قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمعته يقول : يطلع عليكم رجل يموت على غير سنتي ، فطلع معاوية . وقام النبي - صلى الله عليه وسلم - خطيبا

                  [25] ، فأخذ معاوية بيد ابنه يزيد وخرج ولم يسمع الخطبة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لعن الله القائد والمقود ، أي يوم يكون للأمة

                  [26] مع معاوية ذي الإساءة ؟
                  .

                  وبالغ في محاربة علي - عليه السلام - ، وقتل جمعا كثيرا من خيار الصحابة ، ولعنه على المنابر [27] ، واستمر سبه ثمانين سنة

                  [28] ، إلى أن قطعه عمر بن عبد العزيز .

                  وسم الحسن [ عليه السلام ]

                  [29] وقتل ابنه يزيد مولانا الحسين

                  [30] ، ونهب نساءه ، وكسر أبوه

                  [31] ثنية النبي - صلى الله عليه وسلم -

                  [32] ، وأكلت أمه كبد حمزة عم النبي - صلى الله عليه وسلم - "

                  [33] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية