الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وأما ثانيا : فهذا الكلام كلام بلا حجة ، بل هو باطل في نفسه . فلم قلت : إن شرا من إبليس من لم يسبقه في سالف طاعة وجرى معه في ميدان معصية ؟

                  [1] وذلك أن أحدا لا يجري مع إبليس في ميدان معصيته كلها ، فلا يتصور أن يكون في الآدميين من يساوي إبليس في معصيته ، بحيث يضل الناس كلهم ويغويهم .

                  وأما طاعة إبليس المتقدمة فهي حابطة بكفره بعد ذلك

                  [2] ، ( * فإن الردة [ ص: 509 ] تحبط العمل ، فما تقدم

                  [3] من طاعته : إن كان طاعة فهي حابطة بكفره وردته * ) [4] ، وما يفعله من المعاصي لا يماثله أحد فيه ، فامتنع أن يكون أحد شرا منه ، وصار نظير هذا المرتد الذي يقتل النفوس ويزني ويفعل عامة القبائح بعد سابق طاعاته ، فمن جاء بعده ولم يسبقه إلى تلك الطاعات الحابطة ، وشاركه في قليل من معاصيه ، لا يكون شرا منه ، فكيف يكون أحد شرا من إبليس ؟ .

                  وهذا ينقض أصول الشيعة : حقها وباطلها . وأقل ما يلزمهم أن يكون أصحاب علي الذين قاتلوا معه ، وكانوا أحيانا يعصونه ، شرا من الذين امتنعوا عن مبايعته من الصحابة ؛ لأن هؤلاء عبدوا الله قبلهم ، وأولئك جروا معهم في ميدان المعصية .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية