الفصل العاشر [1]
قال الرافضي [2] : ومنها أخطب خوارزم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ما رواه يا لو أن عبدا علي [3] عبد الله - عز [ ص: 37 ] وجل - مثل ما قام [4] نوح في قومه ، وكان له مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ، ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه [5] ، ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما ، ثم لم يوالك يا ؛ لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها علي .
وقال رجل : ما أشد حبك لسلمان . قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لعلي فقد أبغضني عليا . وعن من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أبغض أنس [6] قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : خلق الله من نور وجه علي [7] سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه [8] إلى يوم القيامة .
وعن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن عمر من أحب قبل الله عنه عليا [9] صلاته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه [10] . ألا ومن أحب أعطاه الله بكل عرق من بدنه عليا [11] مدينة في الجنة . ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط . ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله في الجنة [12] مع الأنبياء ، ألا [13] ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة [ ص: 38 ] مكتوبا [14] بين عينيه : آيس من رحمة الله .
وعن قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عبد الله بن مسعود [15] : من زعم أنه آمن بي وبما جئت به وهو يبغض [16] فهو كاذب ليس بمؤمن عليا .
وعن أبي برزة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [17] عبد يوم القيامة حتى يسأله الله تبارك وتعالى [18] عن أربع [19] : عن عمره فيما [20] أفناه ، وعن جسده فيما [21] أبلاه ، وعن ماله مم اكتسبه وفيم أنفقه [22] ، وعن حبنا أهل البيت [23] . فقال له : فما آية حبكم من بعدكم عمر [24] ؟ فوضع يده على رأس علي بن أبي طالب [25] وهو إلى جانبه [26] فقال [27] : إن حبي من بعدي حب هذا . ونحن جلوس ذات يوم : والذي نفسي بيده لا يزول قدم
[ ص: 39 ] وعن عبد الله بن عمر [28] قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد سئل [29] : بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج ؟ فقال : خاطبني بلغة علي [30] ، فألهمني أن قلت : يا رب خاطبتني أم ؟ فقال : يا علي محمد [31] أنا شيء لست كالأشياء [32] ، لا أقاس بالناس ولا أوصف بالأشياء [33] ، خلقتك من نوري وخلقت من نورك فاطلعت على سرائر قلبك ، فلم أجد إلى قلبك أحب من عليا علي [34] فخاطبتك بلسانه كيما [35] يطمئن قلبك .
وعن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن عباس لو أن الرياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والإنس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب [36] .
وبالإسناد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى جعل الأجر على [37] فضائل لا يحصى كثرة علي [38] ، [ ص: 40 ] فمن ، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ، ومن استمع فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ، ومن نظر إلى ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر [39] كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر ، ثم قال : النظر إلى وجه أمير المؤمنين علي [40] عبادة ، وذكره عبادة ، لا يقبل [41] الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه .
وعن حكيم بن حزام [42] عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال [43] : لمبارزة علي [44] لعمرو بن عبد [45] ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة .
وعن قال : سعد بن أبي وقاص معاوية بن أبي سفيان سعدا بالسب فأبى ، فقال : ما منعك أن تسب علي بن أبي طالب [46] ؟ قال ثلاث قالهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلن [ ص: 41 ] أسبه ، لأن يكون لي واحدة منهن أحب [47] إلي من حمر النعم : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وقد خلفه في بعض مغازيه ، فقال له لعلي [48] : تخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما ترضى علي [49] أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبي بعدي . وسمعته يقول يوم خيبر [50] لأعطين الراية رجلا [51] يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . قال : فتطاولنا ، فقال [52] : ادعوا لي [53] . فأتاه به رمد ، فبصق في عينيه عليا [54] ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه . وأنزلت [55] هذه الآية : فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم [ سورة آل عمران : 61 ] دعا [56] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليا وفاطمة والحسن فقال : هؤلاء والحسين [57] أهلي . أمر