وهؤلاء اعتقدوا ذلك أيضا ، لكن أثبتوا القدر ونفوا عمن شاهده أن يستحسن حسنة يأمر بها ، أو يستقبح سيئة ينهى عنها ; فأثبتوا القدر ، وأبطلوا الشرع عمن شاهد القدر . وهذا القول أشد منافاة لدين الإسلام من قول نفاة القدر .
قال : " وأما التوحيد الثالث فهو توحيد اختصه الحق لنفسه ، واستحقه بقدره . . . إلى آخر كلامه " وقد تقدم حكايته . فهؤلاء هم الذين أنكر عليهم أئمة الطريق ، كالجنيد وغيره ، حيث لم يفرقوا بين القديم والمحدث ، وحقيقة قول هؤلاء الاتحاد والحلول الخاص ، من جنس قول النصارى في المسيح ، وهو أن يكون الموحد هو الموحد ، ولا يوحد [ ص: 371 ] الله إلا الله ، وكل من جعل غير الله يوحد الله فهو جاحد عندهم ، كما قال :
ما وحد الواحد من واحد ( أي من واحد غيره ) إذ كل من وحده جاحد
فإنه على قولهم : هو الموحد والموحد . ولهذا قال :توحيد من ينطق عن نعته عارية أبطلها الواحد
يعني إذا تكلم العبد بالتوحيد ، وهو يرى أنه المتكلم ، فإنما ينطق عن نعت نفسه ، فيستعير ما ليس له ، فيتكلم به ، وهذه عارية أبطلها الواحد ، ولكن إذا فنى عن شهود نفسه ، وكان الحق هو المتكلم على لسانه ، حيث فنى من لم يكن ، وبقي من لم يزل ، فيكون الحق هو الناطق بنعت نفسه ، لا بنعت العبد ، ويكون هو الموحد وهو الموحد ، ولهذا قال : توحيده إياه توحيده - أي توحيد الحق إياه - أي : نفسه هو [2] ، توحيده هو ، لا توحيد المخلوقين له ) فإنه لا يوحده عندهم مخلوق ، بمعنى أنه هو الناطق بالتوحيد على لسان خاصته ، ليس الناطق هو المخلوق ، كما يقوله النصارى في المسيح : إن اللاهوت تكلم بلسان الناسوت .
وحقيقة الأمر أن كل من تكلم بالتوحيد أو تصوره ، وهو يشهد غير الله ، فليس بموحد [3] عندهم . وإذا غاب وفنى عن نفسه بالكلية ; فتم له مقام توحيد الفناء [4] ، الذي يجذبه [5] ، إلى توحيد أرباب الجمع ، صار الحق هو [ ص: 372 ] الناطق المتكلم بالتوحيد ، وكان هو الموحد ، وهو الموحد ، لا موحد غيره .
وحقيقة هذا القول لا يكون إلا بأن يصير الرب والعبد شيئا واحدا ، وهو الاتحاد فيتحد اللاهوت والناسوت ، كما يقول النصارى : إن المتكلم بما كان يسمع من المسيح هو الله . وعندهم أن الذين سمعوا منه هم رسل الله ، وهم عندهم أفضل من إبراهيم وموسى [6] .
ولهذا مطلقا ومعينا ، فكانوا ينشدون قصيدة تكلم بلفظ اللاهوت والناسوت طائفة من الشيوخ الذين وقعوا في الاتحاد والحلول ابن الفارض ، ويتحلون بما فيها من تحقيق الاتحاد العام ، ويرون كل ما في الوجود هو مجلى ومظهر ، ظهر فيه عين الحق ، وإذا رأى أحدهم منظرا حسنا [7] أنشد :
يتجلى في كل طرفة عين بلباس [8] من الجمال جديد
وينشد الآخر :
هيهات يشهد ناظري معكم سوى إذا أنتم عين الجوارح والقوى
( * وينشد الثالث :
أعاين في كل الوجود جمالكم وأسمع من كل الجهات نداكم
[9]
[ ص: 373 ] وتلتذ [10] إن مرت على جسدي يدي لأني في التحقيق لست سواكم
* ) [11] ولما كان ظهور قول النصارى بين المسلمين مما يظهر أنه باطل ، لم يمكن أصحاب هذا الاتحاد أن يتكلموا به كما تكلمت به النصارى ، بل صار عندهم مما يشهد ولا ينطق به ، وهو عندهم من الأسرار التي لا يباح بها ، ومن باح بالسر قتل .
وقد يقول بعضهم : إن لما باح الحلاج [12] بهذا السر وجب قتله ; ولهذا قال [13] : " هو توحيد اختصه الحق لنفسه ، واستحقه بقدره ، وألاح منه لائحا إلى أسرار طائفة من صفوته ، وأخرسهم عن نعته ، وأعجزهم عن بثه " .
فيقال : أما توحيد الحق نفسه [14] بنفسه ، وهو علمه بنفسه وكلامه الذي يخبر به عن نفسه ، كقوله : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو ) [ سورة آل عمران : 18 ] ، وقوله : ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني ) [ سورة طه : 14 ] ; فذاك صفته القائمة به ، كما تقوم به سائر صفاته من حياته وقدرته ، وغير ذلك .
وذلك لا يفارق ذات الرب وينتقل إلى غيره أصلا ، كسائر صفاته ، بل صفات المخلوق لا تفارق ذاته وتنتقل إلى غيره ، فكيف بصفات الخالق ؟ ! .
[ ص: 374 ] ولكن هو - سبحانه - ينزل [15] على أنبيائه من علمه وكلامه ما أنزله [16] ، كما أنزل القرآن [17] ، وهو كلامه ، على خاتم الرسل .
وقد قال - سبحانه - : شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) [ سورة آل عمران : 18 ] ، فهو سبحانه يشهد لنفسه بالوحدانية ، والملائكة يشهدون ، وأولو العلم من عباده يشهدون ، والشهادات متطابقة متوافقة .
وقد يقال : هذه الشهادة هي هذه ، بمعنى أنها نوعها ، وليس نفس صفة المخلوق هي نفس صفة الخالق ، ولكن كلام الله الذي أنزله على رسوله هو القرآن الذي يقرؤه المسلمون ، وهو كلامه - سبحانه - مسموعا من المبلغين له ، ليس تلاوة العباد له وسماع بعضهم من بعض ، بمنزلة سمع موسى له من الله بلا واسطة ، فإن موسى سمع نفس كلام الرب ، كما يسمع كلام المتكلم منه ، كما يسمع الصحابة كلام الرسول منه ، وأما سائر الناس فسمعوه مبلغا عن الله ، كما يسمع [18] التابعون ومن بعدهم كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - مبلغا عنه .
ولهذا قال لرسوله : ( بلغ ما أنزل إليك من ربك ) [ سورة المائدة : 67 ] ، وقال : ( ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم ) [ سورة الجن : 28 ] .
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " " بلغوا عني [ ولو آية ] [19] . وقال : [ ص: 375 ] " [20] حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه ; فرب حامل فقه غير فقيه [21] ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " نضر الله امرأ سمع منا [22] . وقال : " " ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي ، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي [23] .
وقول القائل : " وألاح منه لائحا إلى أسرار طائفة من صفوته ، وأخرسهم عن نعته ، وأعجزهم عن بثه " .
فيقال : أفضل صفوته هم الأنبياء ، وأفضلهم الرسل ، وأفضل الرسل أولو العزم ، وأفضل أولي العزم محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وما ألاحه الله على أسرار هؤلاء فهو أكمل توحيد عرفه العباد ، وهم قد تكلموا بالتوحيد ونعتوه وبثوه ، وما يقدر أحد قط أن ينقل عن نبي من الأنبياء ، ولا [ ص: 376 ] وارث نبي ، أنه يدعي أنه يعلم توحيدا لا يمكنه النطق به ، بل كل ما علمه القلب أمكن التعبير عنه ، لكن قد لا يفهمه إلا بعض الناس .
فأما أن يقال : إن محمدا - صلى الله عليه وسلم - عاجز عن أن يبين ما عرفه الله من توحيده . فهذا ليس كذلك .
ثم يقال : إن أريد بهذا اللائح أن يكون الرب نفسه هو الموحد لنفسه في قلوب صفوته لاتحاده بهم ، أو حلوله فيهم . فهذا قول النصارى ، وهو باطل شرعا وعقلا .
وإن أريد أنه يعرف صفوته من توحيده ومعرفته والإيمان به ما لا يعرفه غيرهم . فهذا حق ، لكن ما قام بقلوبهم ليس هو نفس الرب [ الخالق ] تعالى [24] ، بل هو العلم به ومحبته ومعرفته وتوحيده .
وقد يسمى المثل الأعلى ، ويفسر به قوله - تعالى - : ( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض [ سورة الروم : 27 ] أي في قلوب أهل السماوات والأرض ، ويقال له : المثال الحبي والمثال العلمي [25] . وقد يخيل لناقص العقل إذا أحب شخصا محبة تامة ، بحيث فني في حبه ، حتى لا يشهد في قلبه غيره ، أن نفس المحبوب صار [26] في قلبه ، وهو غالط [27] في ذلك ، بل المحبوب في موضع آخر : إما في بيته ، وإما في المسجد [28] ، وإما في [ ص: 377 ] موضع آخر . ولكن الذي في قلبه هو مثاله .
وكثيرا ما يقول القائل : أنت في قلبي ، وأنت في فؤادي ، والمراد هذا المثال ; لأنه قد علم أنه لم يعن ذاته ، فإن ذاته منفصلة عنه . كما يقال : أنت بين عيني ، وأنت دائما على لساني [29] ، كما قال الشاعر :
مثالك في عيني وذكرك في فمي ومثواك في قلبي فكيف تغيب
وقال آخر :
ساكن في القلب يعمره لست أنساه فأذكره
فجعله ساكنا عامرا للقلب لا ينسى ، ولم يرد أن ذاته حصلت في قلبه كما يحصل [31] الإنسان الساكن في بيته ، بل هذا الحاصل هو المثال العلمي . ( * وقال آخر :
ومن عجب أني أحن إليهم وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي * )
ومن هذا الباب قول القائل : " القلب بيت الرب " وما يذكرونه في الإسرائيليات من قوله : " ما وسعتني أرضي ولا سمائي ، ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن ، التقي النقي ، الورع [33] اللين [34] " ، فليس المراد أن الله [ ص: 378 ] نفسه يكون في قلب كل عبد ، بل في القلب معرفته ، ومحبته ، وعبادته .
والنائم يرى في المنام إنسانا يخاطبه ويشاهده ، ويجري معه فصولا [35] ، وذلك المرئي قاعد في بيته ، أو ميت في قبره ، وإنما رأى مثاله . وكذلك يرى في المرآة الشمس والقمر والكواكب وغير ذلك من المرئيات ، ويراها تكبر بكبر المرآة ، وتصغر بصغرها ، وتستدير باستدارتها ، وتصفوا بصفائها ، وتلك مثال المرئيات القائمة بالمرآة ، وأما نفس الشمس التي في السماء ، فلم تصر ذاتها في المرآة .
وقد خاطبني مرة شيخ من هؤلاء في مثل هذا ، وكان ممن يظن أن قال : " أنا الحق " ; لكونه كان في هذا التوحيد . فقال : الفرق بين الحلاج فرعون : أن والحلاج فرعون قال : ( أنا ربكم الأعلى ) [ سورة النازعات : 24 ] وهو يشير إلى نفسه . وأما فكان فانيا الحلاج [36] عن نفسه ، والحق نطق على لسانه . فقلت له : أفصار الحق في قلب ينطق على لسانه كما ينطق الجني على لسان المصروع ؟ ! [ ص: 379 ] ( 1 وهو سبحانه بائن عن قلب الحلاج وغيره من المخلوقات الحلاج [37] 1 ) ، فقلب [38] أو غيره كيف يسع ذات الحق ؟ ! ثم الجني يدخل في جسد الإنسان ويشغل الحلاج [39] جميع أعضائه ، ( 4 والإنسان المصروع لا يحس بما يقوله الجني ويفعله بأعضائه [40] 4 ) ، لا يكون الجني في قلبه فقط ، فإن القلب كل ما قام به فإنما هو عرض من الأعراض ، ليس شيئا موجودا قائما بنفسه ، ولهذا لا يكون الجني بقلبه الذي هو روحه .
وهؤلاء قد يدعون [41] أن ذات الحق قامت بقلبه فقط ، فهذا يستحيل في حق المخلوق [42] ، فكيف بالخالق جل جلاله ؟ ! .
وقد يحتج بعضهم بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " " فإذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده . فقولوا : ربنا ، ولك الحمد [43] ; فإن الله قال على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - : " فيقال لهم : النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يرد ما أردتم من الحلول [ ص: 380 ] والاتحاد ، ولكن أراد أن الله بلغكم هذا الكلام على لسان رسوله ، وأخبركم أنه يسمع سمع الله لمن حمده [44] دعاء من حمده فاحمدوه أنتم ، وقولوا : ربنا ولك الحمد ; حتى يسمع الله لكم دعاءكم ; فإن . الحمد قبل الدعاء سبب لاستجابة الدعاء
وهذا أمر معروف ، يقول المرسل لرسوله : قل على لساني كذا وكذا ، ويقول الرسول لمرسله : قلت على لسانك كذا وكذا ، ويقول المرسل أيضا : قلت لكم على لسان رسولي [45] كذا وكذا .
وقد قال تعالى : ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ) [ سورة الشورى : 51 ] ، فالله تعالى إذا أرسل رسولا من الملائكة أو من البشر برسالة ، كان مكلما لعباده بواسطة رسوله ، بما أرسل به رسوله ، وكان مبينا لهم بذلك .
كما قال تعالى : ( قد نبأنا الله من أخباركم ) [ سورة التوبة : 94 ] أي : بواسطة رسوله . وقال : ( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ) [ سورة القيامة : 18 ] ، وقال : ( نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق ) [ سورة القصص : 3 ] ، وقال : ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) [ سورة يوسف : 3 ] .
فكانت تلك التلاوة والقراءة والقصص بواسطة جبريل ; فإنه سبحانه يكلم عباده بواسطة رسول يرسله ، فيوحي بإذنه ما يشاء ; ولهذا جاء بلفظ [ ص: 381 ] الجمع ، فإن ما فعله المطاع بجنده يقال فيه : نحن نفعل كذا ، والملائكة رسل الله فيما يخلقه ويأمر به ، فما خلقه وأمر به بواسطة رسله من الملائكة قال فيه : نحن فعلنا ، كما قال - تعالى - : ( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ) [ سورة القيامة : 18 ] .
وفي الصحيحين عن قال : إن علينا أن نجمعه في قلبك ، ثم أن ابن عباس [46] نقرأه بلسانك ، فإذا قرأه جبريل فاستمع له حتى يفرغ [47] .
كما قال [48] في الآية الأخرى : ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) [ سورة طه : 114 ] أي : لا تعجل بتلاوة ما يقرؤه جبريل عليك من قبل أن يقضي جبريل تلاوته ، بل استمع له حتى يقضي [49] تلاوته ، ثم [ ص: 382 ] بعد هذا اقرأ ما أنزله [50] إليك ، وعلينا أن نجمع ذلك في قلبك ، وأن تقرأه بلسانك ، ثم أن تبينه [51] للناس بعد ذهاب جبريل عنك .
وقوله : " والذي يشار إليه على ألسن المشيرين أنه إسقاط الحدث [52] ، وإثبات القدم " .
فيقال : مرادهم بهذا نفي المحدث [53] ، أي : ليس هنا إلا القديم ، وهذا على وجهين . فإن أريد به نفي المحدث [54] بالكلية ، وأن العبد هو القديم ، فهذا شر من قول النصارى ، إلا أنه قريب إلى قول اليعقوبية من النصارى ; فإن اليعقوبية يقولون : إن اللاهوت والناسوت امتزجا واختلطا فصارا جوهرا واحدا ، وأقنوما واحدا ، وطبيعة واحدة ، ويقول بعضهم : إن اليدين اللتين سمرتا [55] هما اليدان اللتان خلق بهما آدم .
وأما النسطورية فيقولون بحلول اللاهوت في الناسوت ، والملكانية [56] يقولون : شخص واحد ، له أقنوم واحد ، بطبيعتين ومشيئتين [57] . ويشبهونه بالحديدة والنار ، والنسطورية يشبهونه بالماء في الظروف ، واليعقوبية يشبهونه باختلاط الماء واللبن ، والماء والخمر [58] .
[ ص: 383 ] فقول القائل : " إسقاط الحدوث " [59] إن أراد به أن المحدث عدم ; فهذا مكابرة ، وإن أراد به إسقاط المحدث من قلب العبد ، وأنه لم يبق في قلبه إلا القديم ; فهذا إن أريد به ذات القديم فهو قول النسطورية من النصارى ، وإن أريد به معرفته والإيمان به وتوحيده ، أو قيل : مثله ، أو المثل [60] العلمي ، أو نوره ، أو نحو ذلك ، فهذا المعنى صحيح ، فإن قلوب أهل التوحيد مملوءة بهذا ، لكن ليس في قلوبهم ذات الرب القديم وصفاته القائمة به .
وأما ، وهذا قول أهل الاتحاد العام فيقولون : ما في الوجود إلا الوجود القديم الجهمية .
وأبو إسماعيل لم يرد هذا ، فإنه قد صرح في غير موضع من كتبه بتكفير هؤلاء الجهمية الحلولية ، الذين يقولون : إن الله بذاته في كل مكان ، وإنما يشير إلى ما يختص به بعض الناس .
ولهذا قال : " ألاح منه لائحا إلى أسرار طائفة من صفوته " .