الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 468 ] فصل [1]

                  قال الرافضي : [2] " وقال : أقيلوني فلست [3] بخيركم ، وعلي فيكم [4] . فإن كانت إمامته حقا كانت استقالته منها معصية ، وإن كانت باطلة لزم الطعن " .

                  والجواب : أن هذا كذب ، ليس في شيء من كتب الحديث ، ولا له إسناد معلوم ، فإنه لم يقل : " وعلي فيكم " ، بل الذي ثبت [5] عنه في الصحيح أنه قال يوم السقيفة : بايعوا أحد هذين الرجلين : عمر بن الخطاب ، وأبا عبيدة بن الجراح ، فقال له عمر : بل أنت سيدنا ، وخيرنا [6] ، وأحبنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال " عمر : كنت [7] والله لأن أقدم فتضرب عنقي ، لا يقربني ذلك إلى إثم ، أحب إلي من تأمري [8] على قوم فيهم أبو بكر [9] .

                  ثم لو قال : " وعلي فيكم " لاستخلفه مكان عمر ، فإن أمره كان مطاعا .

                  [ ص: 469 ] وأما قوله : " إن كانت إمامته حقا كانت استقالته منها معصية " .

                  فيقال : إن ثبت أنه قال ذلك ، فإن كونها حقا إما بمعنى كونها جائزة ، والجائز يجوز تركه ، وإما بمعنى كونها واجبة إذا لم يولوا غيره ، ولم يقيلوه . وأما إذا أقالوه وولوا غيره لم تكن واجبة عليه .

                  والإنسان قد يعقد بيعا أو إجارة ، ويكون العقد حقا ، ثم يطلب الإقالة وهو لتواضعه وثقل الحمل عليه قد يطلب الإقالة ، وإن لم يكن هناك من هو أحق بها منه ، وتواضع الإنسان لا يسقط حقه .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية