الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 250 ] . قال . الرازي : [1] .

                  ( . البرهان الثالث : الحوادث إذا وجدت واستمرت ، فهي في حال استمرارها محتاجة إلى المؤثر ; لأنها ممكنة في حال بقائها ، كما كانت ممكنة في حال حدوثها ، والممكن يفتقر إلى المؤثر ) [2] .

                  فيقال : هذه الحجة إنما تدل على أن الممكنات المحدثة تحتاج حال بقائها إلى المؤثر ، ونحن نسلم هذا . [3] كما سلمه جمهور النظار [ من ] [4] المسلمين ، وغيرهم ، وإنما نازع في ذلك طائفة من متكلمي المعتزلة ، وغيرهم لكن هذا لا يدل على أن الممكن أن يوجد وأن يعدم يمكن مقارنته للفاعل أزلا وأبدا إلا إذا بين إمكان كونه أزليا أبديا مع إمكان وجوده وعدمه ، وهذا محل النزاع كيف وجمهور العقلاء يقولون : لا يعقل ما يمكن أن يوجد وأن لا يوجد إلا ما يكون حادثا ، وأما القديم الأزلي الواجب بنفسه أو بغيره فلا يعقل فيه أن [5] يمكن أن يوجد وأن لا يوجد ، فإن عدمه ممتنع .

                  وإذا قيل : هو باعتبار ذاته يقبل الأمرين .

                  قيل : عن هذا جوابان :

                  أحدهما : أنه مبني على أن له حقيقة في الخارج غير وجوده الثابت في الخارج ، وهذا باطل .

                  [ ص: 251 ] . الثاني : أنه لو قدر أن الأمر كذلك فمع وجوب موجبه الأزلي يكون واجبا أزلا وأبدا ، فيمتنع العدم ، كما يقوله أهل السنة في صفات الرب تعالى ، وهذا لا يعقل فيه أنه يمكن وجوده وعدمه ، ولا أن له فاعلا يفعله [6] ، كما أنه لا يعقل مثل ذلك في الصفات اللازمة للقديم تعالى .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية