وأما قوله : وولى مصر حتى تظلم منه أهلها ، وكاتبه أن يستمر على ولايته سرا ، خلاف ما كتب إليه جهرا . عبد الله بن سعد بن أبي سرح
والجواب : أن هذا كذب على . وقد حلف عثمان أنه لم يكتب شيئا من ذلك ، وهو الصادق البار بلا يمين ، وغاية ما قيل : إن عثمان كتب بغير علمه ، وأنهم طلبوا أن يسلم إليهم مروان ليقتلوه ، فامتنع . فإن كان قتل مروان لا يجوز ، فقد فعل الواجب ، وإن كان يجوز ولا يجب ، فقد فعل الجائز ، وإن كان قتله واجبا ، فذاك مروان [1] من موارد الاجتهاد ؛ فإنه لم يثبت ذنب يوجب قتله شرعا ، فإن مجرد التزوير لا يوجب القتل . وبتقدير أن يكون ترك الواجب فقد قدمنا الجواب العام لمروان [2] .