الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه السابع : أن يقال : صد غيره عن الظلم ، وإنصاف المظلوم منه ، وإيصال حق غيره إليه فرع على منع ظلمه ، واستيفاء حقه . فإذا كان عاجزا مقهورا لا يمكنه دفع الظلم عن نفسه ، ولا استيفاء حقه من ولاية ومال ، لا حق امرأته من ميراثها ، فأي ظلم يدفع ؟ وأي حق يوصل ؟ فكيف إذا كان معدوما أو خائفا لا يمكنه أن يظهر في قرية أو مدينة خوفا من الظالمين أن يقتلوه ، وهو دائما على هذه الحال أكثر من أربعمائة وستين سنة [1] ، والأرض مملوءة من الظلم والفساد ، وهو لا يقدر أن يعرف بنفسه ، فكيف يدفع الظلم عن الخلق ، أو يوصل الحق إلى المستحق ؟ وما أخلق هؤلاء بقوله تعالى : ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) [ سورة الفرقان : 44 ] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية