الوجه السادس عشر : أن الفرق بين " الولاية " بالفتح و " الولاية " بالكسر معروف ; فالولاية ضد العداوة ، وهي المذكوره في هذه النصوص ، ليست هي الولاية بالكسر التي هي الإمارة . وهؤلاء الجهال يجعلون الولي هو الأمير ، ولم يفرقوا بين الولاية والولاية . والأمير يسمى الوالي لا يسمى [ ص: 29 ] الولي [1] ، ولكن قد يقال : هو ولي الأمر ، كما يقال : وليت أمركم ، ويقال : أولو الأمر .
وأما إطلاق القول بالمولى وإراده الولي ، فهذا لا يعرف ، بل يقال في الولي : المولى ، ولا يقال الوالي . ولهذا قال الفقهاء : إذا ، فقيل : يقدم الوالي ، وهو قول أكثرهم . وقيل : يقدم الولي . اجتمع في الجنازة الوالي والولي
فبين أن الولاية [2] دلت على الموالاة ، المخالفة للمعاداة ، الثابتة لجميع المؤمنين بعضهم على بعض . وهذا مما يشترك فيه الخلفاء الأربعة ، وسائر أهل بدر ، وأهل بيعة الرضوان [3] . فكلهم بعضهم أولياء بعض ، . ولم تدل الآية على أحد منهم يكون أميرا على غيره ، بل هذا باطل من وجوه كثيرة ، إذ لفظ " الولي " و " الولاية " غير لفظ " الوالي " . والآية عامة في المؤمنين ، والإمارة لا تكون عامة