الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه السادس عشر : أن الفرق بين " الولاية " بالفتح و " الولاية " بالكسر معروف ; فالولاية ضد العداوة ، وهي المذكوره في هذه النصوص ، ليست هي الولاية بالكسر التي هي الإمارة . وهؤلاء الجهال يجعلون الولي هو الأمير ، ولم يفرقوا بين الولاية والولاية . والأمير يسمى الوالي لا يسمى [ ص: 29 ] الولي [1] ، ولكن قد يقال : هو ولي الأمر ، كما يقال : وليت أمركم ، ويقال : أولو الأمر .

                  وأما إطلاق القول بالمولى وإراده الولي ، فهذا لا يعرف ، بل يقال في الولي : المولى ، ولا يقال الوالي . ولهذا قال الفقهاء : إذا اجتمع في الجنازة الوالي والولي ، فقيل : يقدم الوالي ، وهو قول أكثرهم . وقيل : يقدم الولي .

                  فبين أن الولاية [2] دلت على الموالاة ، المخالفة للمعاداة ، الثابتة لجميع المؤمنين بعضهم على بعض . وهذا مما يشترك فيه الخلفاء الأربعة ، وسائر أهل بدر ، وأهل بيعة الرضوان [3] . فكلهم بعضهم أولياء بعض ، ولم تدل الآية على أحد منهم يكون أميرا على غيره ، بل هذا باطل من وجوه كثيرة ، إذ لفظ " الولي " و " الولاية " غير لفظ " الوالي " . والآية عامة في المؤمنين ، والإمارة لا تكون عامة .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية