الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  فصل .

                  قال الرافضي [1] : " وقد بينا ثبوت النص الدال على إمامة أمير المؤمنين فلو أجمعوا على خلافه لكان [2] خطأ ، لأن الإجماع الواقع على خلاف النص يكون عندهم خطأ " .

                  [ ص: 360 ] والجواب من وجوه : أحدها : أنه قد تقدم ببيان بطلان كل ما دل على أنه إمام قبل الثلاثة .

                  الثاني : أن النصوص إنما دلت على خلافة الثلاثة قبله .

                  الثالث : أن يقال : الإجماع المعلوم حجة قطعية لا سمعية لا سيما مع النصوص الكثيرة الموافقة له ؛ فلو قدر ورود خبر يخالف الإجماع كان باطلا ؛ إما لكون الرسول لم يقله وإما لكونه لا دلالة فيه .

                  الرابع : أنه يمتنع تعارض النص المعلوم والإجماع المعلوم [3] ، فإن كليهما حجة قطعية ، والقطعيات لا يجوز تعارضها لوجوب وجود مدلولاتها فلو تعارضت لزم الجمع بين النقيضين . وكل من ادعى إجماعا يخالف نصا فأحد الأمرين لازم ؛ إما بطلان إجماعه ، وإما بطلان نصه وكل نص اجتمعت [4] الأمة على خلافه فقد علم النص الناسخ له .

                  وأما أن يبقى [5] في الأمة نص معلوم والإجماع مخالف له ؛ فهذا غير واقع وقد دل الإجماع المعلوم والنص المعلوم على خلافة الصديق - رضي الله عنه - وبطلان غيرها . ونص الرافضة مما نحن نعلم كذبه بالاضطرار وعلى كذبه أدلة كثيرة .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية