والناس لأجل هذا دخلوا في أمور كثيرة ، المعتزلة والشيعة [ وغيرهم ] فالذين قالوا : القرآن مخلوق وإن الله لا يرى في الآخرة من [1] ، إنما أوقعهم ظنهم أن التسلسل نوع واحد ، فالتزموا لأجل ذلك أن الخالق لم يكن متكلما [2] ولا متصرفا بنفسه حتى أحدث كلاما منفصلا عنه ، وجعلوا خلق كلامه كخلق السماوات والأرض . فلما طالبهم الناس بأن الحادث لا بد له من سبب حادث ، وقعوا في المكابرة ، وقالوا : يمكن [ ص: 442 ] القادر أن يرجح أحد المثلين بلا مرجح ، كما في الجائع مع الرغيفين ، والهارب مع الطريقين .
وجمهور العقلاء قالوا : نعلم بالاضطرار أنه إن لم يوجد المرجح التام لأحد المثلين امتنع الرجحان ، وإلا فمع التساوي من كالرجحان لوجه يمتنع .