الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  والناس لأجل هذا دخلوا في أمور كثيرة ، فالذين قالوا : القرآن مخلوق وإن الله لا يرى في الآخرة من المعتزلة والشيعة [ وغيرهم ] [1] ، إنما أوقعهم ظنهم أن التسلسل نوع واحد ، فالتزموا لأجل ذلك أن الخالق لم يكن متكلما [2] ولا متصرفا بنفسه حتى أحدث كلاما منفصلا عنه ، وجعلوا خلق كلامه كخلق السماوات والأرض . فلما طالبهم الناس بأن الحادث لا بد له من سبب حادث ، وقعوا في المكابرة ، وقالوا : يمكن [ ص: 442 ] القادر أن يرجح أحد المثلين بلا مرجح ، كما في الجائع مع الرغيفين ، والهارب مع الطريقين .

                  وجمهور العقلاء قالوا : نعلم بالاضطرار أنه إن لم يوجد المرجح التام لأحد المثلين امتنع الرجحان ، وإلا فمع التساوي من كالرجحان لوجه يمتنع .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية