ولد في السنة السادسة بعد الفيل. أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وأمها عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هاجر إلى أرض البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب الحبشة فارا بدينه مع زوجته وكان أول خارج إليها، وتابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة، رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقية - كانت عليلة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتخلف عليها، هكذا ذكره ولم يشهد بدرا لتخلفه على تمريض زوجته ابن إسحاق.
وقال غيره: بل كان مريضا به الجدري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارجع، وضرب له بسهمه وأجره. فهو معدود في البدريين لذلك، وماتت في سنة اثنتين من الهجرة حين أتى خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فتح الله عليه يوم بدر. رقية
وأما فلأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وجهه إلى تخلفه عن بيعة الرضوان بالحديبية مكة في أمر لا يقوم به غيره من صلح قريش، على أن يتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمرة، فلما أتاه الخبر الكاذب بأن قد قتل جمع أصحابه، فدعاهم إلى البيعة، فبايعوه على قتال أهل عثمان مكة يومئذ، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حينئذ بإحدى يديه الأخرى، ثم أتاه الخبر بأن عثمان لم يقتل، وما كان سبب بيعة الرضوان إلا ما بلغه صلى الله عليه وسلم من قتل عثمان وروينا عن عثمان أنه قال: ابن عمر لعثمان خير من يد لنفسه. عثمان فهو أيضا معدود في أهل الحديبية من أجل ما ذكرناه [ ص: 1039 ] . يد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم رقية واحدة بعد واحدة، أم كلثوم، وقال: إن كان عندي غيرهما لزوجتكها. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنتيه: سألت ربي عز وجل ألا يدخل النار أحدا صاهر إلي أو صاهرت إليه. وقال ارتج أحد، وكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سهل بن سعد: وأبو بكر، وعمر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اثبت، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان. وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين جعل وعثمان، فيهم الشورى، وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض. عمر
روى يحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وعبد العزيز بن أبي سلمة، عن عن نافع، قال: كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن عمر،
ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم سكت، فقيل: هذا في التفضيل. وقيل في الخلافة. وقيل عثمان، للمهلب بن أبي صفرة: لم قيل لعثمان ذا النورين؟ قال: لأنه لم يعلم أن أحدا أرسل سترا على ابنتي نبي غيره.
وقال حين بويع بالخلافة: بايعنا خيرنا ولم نأل. وقال ابن مسعود - علي بن أبي طالب: أوصلنا للرحم، عثمان وكان من الذين آمنوا كان ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين
واشترى رضي الله عنه بئر رومة، عثمان وكانت ركية ليهودي يبيع المسلمين ماءها، . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري رومة فيجعلها [ ص: 1040 ] للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم، وله بها مشرب في الجنة، فأتى اليهودي فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم. فجعله للمسلمين، فقال له عثمان رضي الله عنه: إن شئت جعلت على نصيبي قرنين ، وإن شئت فلي يوم ولك يوم. قال: بل لك يوم ولي يوم. فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين: فلما رأى ذلك اليهودي قال: أفسدت علي ركيتي، فاشتر النصف الآخر، فاشتراه بثمانية آلاف درهم. عثمان
رضي الله عنه موضع خمس سوار، فزاده في المسجد. عثمان وجهز جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيرا، وأتم الألف بخمسين فرسا، وجيش العسرة كان في غزوة تبوك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يزيد في مسجدنا، فاشترى
وذكر قال: حدثني أسد بن موسى، قال: حدثنا أبو هلال الراسبي، قال: حمل قتادة، في جيش العسرة على ألف بعير وسبعين فرسا. عثمان
قال: وحدثنا قال: حدثنا أبو هلال، محمد بن سيرين رضي الله عنه كان يحيي الليل بركعة يقرأ القرآن فيها كله. عثمان أن
قال: وأخبرنا قال: سمعت سلام بن مسكين، يقول: محمد بن سيرين
قالت امرأة حين أطافوا به يريدون قتله: إن تقتلوه أو تتركوه فإنه كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن. عثمان -
حدثنا ضمرة، [عن ] ، عن السدي عن السري بن يحيى، [ ص: 1041 ] قال: كثر المال في زمن ابن سيرين، حتى بيعت جارية بوزنها، وفرس بمائة ألف درهم، ونحلة بألف درهم. عثمان
قال: وحدثنا عن حماد بن زيد، يحيى بن سعيد، عن سالم، عن قال: لقد عتبوا على ابن عمر، أشياء، ولو فعلها عثمان ما عتبوا عليه . عمر
قال: وحدثنا عن حماد بن سلمة، عن أبيه، عن جده محمد بن عمرو بن علقمة، أن علقمة بن وقاص قام إلى عمرو بن العاص وهو يخطب الناس فقال: يا عثمان إنك قد ركبت بالناس المهامه وركبوها منك، فتب إلى الله عز وجل وليتوبوا. قال: فالتفت إليه عثمان، فقال: وإنك لهناك يا عثمان، بن النابغة! ثم رفع يديه واستقبل القبلة وقال: أتوب إلى الله، اللهم إني أول تائب إليك.
وأخبرنا قال: سمعت مبارك بن فضالة، الحسن يقول: سمعت يخطب وهو يقول: يا أيها الناس، ما تنقمون علي! وما من يوم إلا وأنتم تقسمون فيه خيرا. قال عثمان الحسن: وشهدت مناديا ينادي: يا أيها الناس، اغدوا على أعطياتكم، فيغدون، ويأخذونها وافية . يا أيها الناس، اغدوا على أرزاقكم فيأخذونها وافية، حتى والله سمعته أذناي يقول: اغدوا على كسواتكم، فيأخذون الحلل.
واغدوا على السمن والعسل. قال الحسن: أرزاق دارة وخير كثير، وذات بين حسن، ما على الأرض مؤمن إلا يوده وينصره ويألفه، فلو صبر الأنصار على الأثرة لوسعهم ما كانوا فيه من العطاء والرزق، ولكنهم لم يصبروا، وسلوا [ ص: 1042 ] السيف مع من سل، فصار عن الكفار مغمدا، وعلى المسلمين مسلولا إلى يوم القيامة.
وكان رضي الله عنه رجلا ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الوجه، رقيق البشرة، كبير اللحية عظيمها، أسمر اللون، كثير الشعر، ضخم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، كان يصفر لحيته ويشد أسنانه بالذهب. عثمان
وروى عن سفيان بن عيينة، مسعر، عن عن عبد الملك بن عمير، قال: أتينا موسى بن طلحة، رضي الله عنها نسألها عن عائشة فقالت: اجلسوا أحدثكم عما جئتم له: إنا عتبنا على عثمان، رضي الله عنه في ثلاث خصال - ولم تذكرهن - فعمدوا إليه حتى إذا ماصوه كما يماص الثوب بالصابون اقتحموا عليه الفقر الثلاثة: حرمة البلد الحرام، والشهر الحرام، وحرمة الخلافة، عثمان أخبرنا ولقد قتلوه وإنه لمن أوصلهم للرحمن وأتقاهم لربه أحمد بن قاسم وأحمد بن محمد قالا: حدثنا قال: قاسم بن أصبغ،
حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا وأخبرنا نعيم بن حماد، عبد الله بن محمد بن أسد، حدثنا محمد بن مسرور العسال ، حدثنا أحمد بن معتب، حدثنا [ ص: 1043 ] قالا: أخبرنا الحسين بن الحسن، أنبأنا عبد الله بن المبارك، أن جدته أخبرته - وكانت خادمة الزبير بن عبد الله لعثمان - قالت: كان رضي الله عنه [لا يقيم و ] لا يوقظ نائما من أهله إلا أن يجده يقظانا فيدعوه فيناوله وضوءه، وكان يصوم الدهر. عثمان
وذكر أسد، أنبأنا عبدة بن سليمان، عن عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قالت: عائشة، قال: لا. فقلت: أبو بكر؟ قال: لا. فقلت: ابن عمك عمر؟ قال: لا فقلت: علي؟ قال: نعم. فلما جاء قال لي بيده، فتنحيت، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يساره، ولون عثمان؟ رضي الله عنه يتغير، فلما كان يوم الدار وحصر قيل له: ألا تقاتل؟ قال: لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا، وأنا صابر نفسي عليه. عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادعوا لي بعض أصحابي، فقلت:
وذكر عن أبيه، عن المعتمر بن سليمان، عن أبي نضرة، أبي سعيد مولى أبي أسيد، قال: أشرف عليهم وهو محصور، فقال: السلام عليكم. فمار عليه أحد. فقال: أنشدكم الله، هل تعلمون أني اشتريت بئر رومة من مالي، وجعلت فيه رشائي كرشاء رجل من المسلمين؟ فقيل: نعم. قال: فعلام تمنعوني عن مائها، وأفطر على الماء المالح، ثم قال: أنشدكم الله، هل تعلمون أني اشتريت كذا وكذا من أرض فزدته في المسجد، فهل علمتهم أن أحدا منع أن يصلي فيه قبلي! قال عثمان أذنب ابن عمر: ذنبا عظيما يوم التقى الجمعان بأحد، فعفا الله [ ص: 1044 ] عنه عز وجل، وأذنب فيكم ذنبا صغيرا فقتلتموه. وسئل عثمان عن ابن عمر علي رضي الله عنهما، فقال للسائل: قبحك الله! تسألني عن رجلين كلاهما خير مني، تريد أن أغص من أحدهما وأرفع من الآخر. وعثمان
وقال رضي الله عنه: من تبرأ من دين علي فقد تبرأ من الإيمان، والله ما أعنت على قتله، ولا أمرت ولا رضيت. وبويع عثمان لعثمان رضي الله عنه بالخلافة يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين بعد دفن رضي الله عنه بثلاثة أيام باجتماع الناس عليه. وقتل عمر بن الخطاب بالمدينة لعثمان لثمان عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة، ذكره المدائني، عن أبي معشر، عن نافع.
وقال المعتمر عن أبيه، عن أبي عثمان النهدي: رضي الله عنه في وسط أيام التشريق. عثمان وقال قتل قتل ابن إسحاق: رضي الله عنه على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا واثنين وعشرين يوما من مقتل عثمان وعلى رأس خمس وعشرين سنة من متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم. عمر بن الخطاب،
وقال قتل الواقدي: يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة يوم التلبية سنة خمس وثلاثين. وقد قيل: إنه قتل يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة. عثمان
وقد روي ذلك عن أيضا. الواقدي
وقال وحاصروه تسعة وأربعين يوما. وقال الواقدي: حاصروه شهرين وعشرين يوما، وكان أول من دخل الدار عليه الزبير: محمد بن أبي بكر، فأخذ بلحيته، فقال له: دعها يا بن أخي، والله لقد كان أبوك يكرمها، فاستحيا وخرج، ثم [ ص: 1045 ] دخل رومان بن سرحان - رجل أزرق قصير محدود، عداده في مراد، وهو من ذي أصبح، معه خنجر فاستقبله به، وقال: على أي دين أنت يا نعثل ؟ فقال لست بنعثل، ولكني عثمان: وأنا على ملة عثمان بن عفان، إبراهيم حنيفا مسلما، وما أنا من المشركين. قال: كذبت، وضربه على صدغه الأيسر، فقتله فخر، وأدخلته امرأته نائلة بينها وبين ثيابها، وكانت امرأة جسيمة، ودخل رجل من أهل مصر معه السيف مصلتا، فقال: والله لأقطعن أنفه، فعالج المرأة فكشفت عن ذراعيها، وقبضت على السيف، فقطع إبهامها، فقالت لغلام لعثمان - يقال له رباح ومعه سيف أعني على هذا وأخرجه عني. فضربه الغلام بالسيف فقتله، وبقي عثمان: رضي الله عنه يومه مطروحا إلى الليل، فحمله رجال على باب ليدفنوه، فعرض لهم ناس ليمنعوهم من دفنه، فوجدوا قبرا قد كان حفر لغيره، فدفنوه فيه، وصلى عليه عثمان جبير بن مطعم.
واختلف فيمن باشر قتله بنفسه، فقيل: محمد بن أبي بكر ضربه بمشقص.
وقيل: بل حبسه محمد بن أبي بكر وأسعده غيره، كان الذي قتله سودان بن حمران . وقيل: بل ولي قتله رومان اليمامي. وقيل: بل رومان رجل من بني أسد بن خزيمة. وقيل: [بل] إن محمد بن أبي بكر أخذ بلحيته فهزها، وقال:
ما أغنى عنك وما أغنى عنك معاوية، ابن أبي سرح، وما أغنى عنك ابن عامر، فقال: يا بن أخي أرسل لحيتي، فوالله إنك لتجبذ لحية كانت تعز على أبيك، وما كان أبوك يرضى مجلسك هذا مني. فيقال: إنه حينئذ تركه وخرج عنه. ويقال:
إنه حينئذ أشار إلى من كان معه، فطعنه أحدهم وقتلوه. والله أعلم [ ص: 1046 ] .
وأكثرهم يروي أن قطرة أو قطرات من دمه سقطت على المصحف على قوله جل وعلا : فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم .
وقال أسد: حدثنا محمد بن طلحة، قال: حدثنا كنانة مولى صفية بنت حيي بن أخطب، قال: شهدت مقتل فأخرج من الدار أمامي أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم محمولين، كانوا يدرؤون عن عثمان، رضي الله عنه: عثمان
الحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن حاطب، ومروان بن الحكم.
وقال محمد بن طلحة: فقلت له: هل ندى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه؟ قال:
معاذ الله! دخل عليه، فقال له يا بن أخي، لست بصاحبي. وكلمه بكلام، فخرج ولم يند بشيء من دمه، قال: فقلت عثمان: لكنانة: من قتله؟ قال: قتله رجل من أهل مصر، يقال له جبلة بن الأيهم. ثم طاف بالمدينة ثلاثا يقول:
أنا قاتل نعثل.
وروى عن سعيد المقبري، قال: إني لمحصور مع أبي هريرة، رضي الله عنه في الدار. قال: فرمي رجل منا، فقلت: يا أمير المؤمنين، الآن طاب الضراب، قتلوا منا رجلا، قال: عزمت عليك يا عثمان إلا رميت سيفك، فإنما تراد نفسي، وسأقي المؤمنين بنفسي. قال أبا هريرة فرميت سيفي، لا أدري أين هو حتى الساعة. وكان معه في الدار من يريد الدفع عنه: أبو هريرة: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن سلام، وعبد الله بن الزبير، والحسن بن علي، [ ص: 1047 ] وأبو هريرة، ومحمد بن حاطب، رضي الله عنهم، وزيد بن ثابت في طائفة من الناس، منهم ومروان بن الحكم المغيرة بن الأخنس فيومئذ قتل المغيرة بن الأخنس.
قتل قبل قتل رضي الله عنه وذكر عثمان ابن السراج، قال: حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، أبي جعفر الأنصاري، قال: دخلت مع المصريين على فلما ضربوه خرجت أشتد حتى ملأت فروجي عدوا، حتى دخلت المسجد، فإذا رجل جالس في نحو عشرة، عليه عمامة سوداء، فقال: عثمان،
ويحك! ما وراءك! قلت: قد والله فرغ من الرجل، فقال: تبا لكم آخر الدهر! فنظرت فإذا هو رضي الله عنه. علي بن أبي طالب
حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن مطرف ، حدثنا الأعناقي، حدثنا ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن عبد الملك بن الماجشون، قال: لما قتل مالك، رضي الله عنه ألقي على المزبلة ثلاثة أيام، فلما كان من الليل أتاه اثنا عشر رجلا، فيهم عثمان حويطب بن عبد العزى، وحكيم بن حزام. وجدي، فاحتملوه، فلما صاروا به إلى المقبرة ليدفنوه ناداهم قوم من وعبد الله بن الزبير، بني مازن: والله لئن دفنتموه هنا لنخبرن الناس غدا، فاحتملوه، وكان على باب، وإن رأسه على الباب ليقول: طق طق، حتى صاروا به إلى حش كوكب ، فاحتفروا له، وكانت عائشة بنت عثمان رضي الله عنهما معها مصباح في جرة، فلما أخرجوه ليدفنوه صاحت، فقال [ ص: 1048 ] لها والله لئن لم تسكتي لأضربن الذي فيه عيناك، قال: فسكتت فدفن، قال مالك: وكان عثمان رضي الله عنه يمر بحش كوكب فيقول: إنه سيدفن هاهنا رجل صالح. ابن الزبير:
أخبرني حدثنا خلف بن قاسم، ابن المفسر بمصر، حدثنا حدثنا أحمد بن علي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا حفص بن غياث، عن أبيه، قال: أرادوا أن يصلوا على هشام بن عروة، رضي الله عنه فمنعوا، فقال رجل من عثمان قريش - دعوه، وقد صلى الله عز وجل عليه، وصلى رسوله صلى الله عليه وسلم. أبو جهم بن حذيفة:
واختلف في سنه حين قتلوه، فقال قتل وهو ابن ثمانين سنة. ابن إسحاق:
وقال غيره: قتل وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وقيل: ابن تسعين سنة، وقال قتادة:
قتل رضي الله عنه وهو ابن ست وثمانين سنة. وقال عثمان لا خلاف عندنا أنه قتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. وهو قول أبي اليقظان. ودفن ليلا بموضع يقال له حش كوكب، وكوكب: رجل من الأنصار، والحش: البستان. الواقدي:
وكان رضي الله عنه قد اشتراه وزاده في البقيع، فكان أول من دفن فيه، وحمل على لوح سرا. عثمان
وقد قيل: إنه صلى عليه عمرو بن عثمان ابنه وقيل: بل صلى عليه وقيل: حكيم بن حزام. وقيل: كانوا خمسة أو ستة، وهم المسور بن مخرمة. جبير بن مطعم، وحكيم بن حزام. وأبو جهم بن حذيفة، ونيار بن مكرم، وزوجتاه:
نائلة، وأم البنين بنت عيينة، ونزل في القبر أبو جهم وجبير، وكان حكيم [ ص: 1049 ] .
و[زوجتاه ] أم البنين ونائلة يدلونه، فلم دفنوه، غيبوا قبره، رضي الله تعالى عنه.
قال كانت ولايته اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوما. ابن إسحاق:
وقال غيره: كانت خلافته إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا وأربعة عشر يوما. وقيل: ثمانية عشر يوما. قال : حسان بن ثابت الأنصاري
من سره الموت صرفا لا مزاج له فليأت مأدبة في دار عثمان
وفيها:ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
صبرا فدى لكم أمي وما ولدت قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا
ليسمعن وشيكا في دياركم الله أكبر يا ثارات عثمانا
وقال رضي الله عنه أيضا : حسان بن ثابت
إن تمس دار بني عفان موحشة باب صريع وباب مخرق خرب
فقد يصادف باغي الخير حاجته فيها ويأوي إليها الجود والحسب
قتلتم ولي الله في جوف داره وجئتم بأمر جائر غير مهتدي
فلا ظفرت أيمان قوم تعاونوا على قتل عثمان الرشيد المسدد
يا للرجال لأمر هاج لي حزنا لقد عجبت لمن يبكي على الدمن
إني رأيت قتيل الدار مضطهدا يهدى إلى الأجداث في كفن عثمان
يا قاتل الله قوما كان أمرهم قتل الإمام الزكي الطيب الردن
ما قاتلوه على ذنب ألم به إلا الذي نطقوا زورا ولم يكن
هي للوليد بن عقبة [بن أبي معيط ] :
فكف يديه ثم أغلق بابه وأيقن أن الله ليس بغافل
وقال لأهل الدار لا تقتلوهم عفا الله عن ذنب امرئ لم يقاتل
فكيف رأيت الله ألقى عليهم العداوة والبغضاء بعد التواصل
وكيف رأيت الخير أدبر بعده على الناس إدبار السحاب الحوافل
إن الخلافة لما أظعنت ظعنت من يثرب إذ غير الهدى سلكوا
صارت إلى أهلها منهم ووارثها لما رأى الله في ما انتهكوا عثمان
لعمري لبئس الذبح ضحيتم به وخنتم رسول الله في قتل صاحبه
وعطشتم في جوف داره شربتم كشرب الهيم شرب حميم عثمان
فكيف بنا أم كيف بالنوم بعد ما أصيب ابن أروى وابن أم حكيم
قتل ابن عفان الإما م وضاع أمر المسلمينا
وتشتتت سبل الرشا د لصادرين وواردينا
فانهض معاوي نهضة تشفي بها الداء الدفينا
أنت الذي من بعده ندعو أمير المؤمنينا
ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ضحى وأي ذبح حرام ويلهم ذبحوا
وأي سنة كفر سن أولهم وباب شر على سلطانهم فتحوا
ماذا أرادوا أضل الله سعيهم بسفك ذاك الدم الزاكي الذي سفحوا
وكان رضي الله عنه شيخا جميلا [رقيق البشرة أسمر اللون، كبير الكراديس، واسع ما بين المنكبين، كثير شعر الرأس، أصلع ] طويل [ ص: 1052 ] اللحية، حسن الوجه. وقال عثمان سعيد بن زيد: لو أن أحدا انقض لما فعل كان كان حقيقا أن ينقض. بعثمان
وقال رضي الله عنهما: ابن عباس لرموا بالحجارة كما رمي قوم لوط. عثمان لو اجتمع الناس على قتل
وقال لقد فتح الناس على أنفسهم بقتل عبد الله بن سلام: باب فتنة لا ينغلق عنهم إلى قيام الساعة. عثمان
وقال بعض بني نهشل أو مجاشع :
لعمر أبيك فلا تكذبن لقد ذهب الخير إلا قليلا
لقد سفه الناس في دينهم وخلى ابن عفان شرا طويلا
انظر إلى وجه هذا الرجل، فنظرت فإذا هو مسود الوجه، فقال: سله عن أمره. فقلت: حسبي أنت، حدثني. قال: إن هذا كان يسب عليا رضي الله عنهما، فكنت أنهاه فلا ينتهي، وقلت: اللهم هذا يسب رجلين قد سبق لهما ما تعلم. اللهم إن كان يسخطك ما يقول فيهما فأرني به آية، فاسود وجهه كما ترى [ ص: 1053 ] . وعثمان
حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا قال: حدثنا إسماعيل بن محمد، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: المعتمر بن سليمان،
سمعت قال: قيل حميدا الطويل إن حب لأنس بن مالك: علي رضي الله عنهما لا يجتمعان في قلب واحد. فقال وعثمان رضي الله عنه: كذبوا والله، لقد اجتمع حبهما في قلوبنا. أنس