الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لا يرجون لقاءنا  

                                                                                                                                                                                                                                      لا يخافون لقاءنا وهي لغة تهامية: يضعون الرجاء في موضع الخوف إذا كان معه جحد. من ذلك قول الله ما لكم لا ترجون لله وقارا أي لا تخافون له عظمة. وأنشدني بعضهم:


                                                                                                                                                                                                                                      لا ترتجي حين تلاقي الذائدا أسبعة لاقت معا أم واحدا



                                                                                                                                                                                                                                      يريد: لا تخاف ولا تبالي. وقال لآخر:


                                                                                                                                                                                                                                      إذا لسعته النحل لم يرج لسعها     وحالفها في بيت نوب عوامل



                                                                                                                                                                                                                                      يقال: نوب ونوب. ويقال: أوب وأوب من الرجوع قال الفراء: والنوب ذكر النحل.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله وعتوا عتوا كبيرا جاء العتو بالواو لأنه مصدر مصرح. وقال في مريم أيهم أشد على الرحمن عتيا فمن جعله بالواو كان مصدرا محضا. ومن جعله بالياء قال: عات وعتي فلما جمعوا بني جمعهم على واحدهم. وجاز أن يكون المصدر بالياء أيضا لأن المصدر والأسماء تتفق في هذا المعنى: ألا ترى أنهم يقولون: قاعد وقوم قعود، وقعدت قعودا. فلما استويا هاهنا في القعود لم يبالوا أن يستويا في العتو والعتي [ ص: 266 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية