الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإما تخافن من قوم خيانة  يقول: نقض عهد فانبذ إليهم بالنقض على سواء يقول: افعل كما يفعلون سواء. ويقال في قوله: على سواء جهرا غير سر. وقوله: تخافن في موضع جزم. ولا تكاد العرب تدخل النون الشديدة ولا الخفيفة في الجزاء حتى يصلوها ب (ما) ، فإذا وصلوها آثروا التنوين. وذلك أنهم وجدوا ل (إما) وهى جزاء شبيها ب (إما) من التخيير، فأحدثوا النون ليعلم بها تفرقة بينهما ثم جعلوا أكثر جوابها بالفاء كذلك جاء التنزيل قال: فإما تثقفنهم في الحرب فشرد فإما نرينك بعض الذي نعدهم ثم قال: فإلينا يرجعون فاختيرت الفاء لأنهم إذا نونوا في (إما) جعلوها صدرا للكلام ولا يكادون يؤخرونها. ليس من كلامهم: اضربه إما يقومن إنما كلامهم أن يقدموها، فلما لزمت التقديم صارت كالخارج من الشرط، فاستحبوا الفاء فيها وآثروها، كما استحبوها في قولهم: أما أخوك فقاعد، حين ضارعتها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية