وهي في قراءة ولا يحسبن الذين كفروا أنهم سبقوا إنهم لا يعجزون [ ص: 415 ] فإذا لم تكن فيها (أنهم) لم يستقم للظن ألا يقع على شيء. ولو أراد: ولا يحسب الذين كفروا أنهم لا يعجزون لاستقام ، ويجعل لا (صلة) كقوله: عبد الله وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون يريد: أنهم يرجعون. ولو كان مع (سبقوا) (أن) استقام ذلك، فتقول: ولا يحسب الذين كفروا أن سبقوا.
فإن قال قائل: أليس من كلام العرب عسيت أذهب، وأريد أقوم معك، و (أن) فيهما مضمرة، فكيف لا يجوز أن تقول: أظن أقوم، وأظن قمت؟ قلت:
لو فعل ذلك في ظننت إذا كان الفعل للمذكور أجزته وإن كان اسما مثل قولهم: عسى الغوير أبؤسا، والخلقة لأن ، فإذا قلت ذلك قلته في أظن فقلت: أظن أقوم، وأظن قمت لأن الفعل لك، ولا يجوز أظن يقوم زيد، ولا عسيت يقوم زيد ولا أردت يقوم زيد وجاز والفعل له لأنك إذا حولت يفعل إلى فاعل اتصلت به وهي منصوبة بصاحبها، فيقول: أريد قائما والقيام لك. ولا تقول أريد قائما زيد، ومن قال هذا القول قال مثله في ظننت. وقد أنشدني بعضهم لذي الرمة:
أظن ابن طرثوث عتيبة ذاهبا بعاديتي تكذابه وجعائله
[ ص: 416 ] فهذا مذهب لقراءة يجعل (سبقوا) في موضع نصب: لا يحسبن الذين كفروا سابقين. وما أحبها لشذوذها . حمزة