وهو في الكلام بمنزلة إن في الجزاء كأنك قلت: إن أنفقت طوعا أو كرها فليس بمقبول منك. ومثله استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ليس بأمر، إنما هو على تأويل الجزاء. ومثله قول الشاعر :
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة لدينا ولا مقلية إن تقلت
[ ص: 442 ] وقوله: وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا (أنهم) في موضع رفع لأنه اسم للمنع كأنك قلت: ما منعهم أن تقبل منهم إلا ذاك. و (أن) الأولى في موضع نصب. وليست بمنزلة قوله: وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون هذه فيها واو مضمرة، وهي مستأنفة ليس لها موضع. ولو لم يكن في جوابها اللام لكانت أيضا مكسورة كما تقول: ما رأيت منهم رجلا إلا إنه ليحسن، وإلا إنه يحسن. يعرف أنها مستأنفة أن تضع (هو) في موضعها فتصلح وذلك قولك: ما رأيت منهم رجلا إلا هو يفعل ذلك. فدلت (هو) على استئناف إن.