الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
105 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

أنه صلى فأوهم في صلاته.

فقيل له: يا رسول الله! كأنك أوهمت في صلاتك؟

فقال: "وكيف لا أوهم ورفغ أحدكم بين ظفره وأنملته".
 


قال: حدثنيه هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، يرفعه.

قال "الأصمعي": جمع الرفغ أرفاغ، وهي الآباط، والمغابن من الجسد، يكون ذلك في الإبل والناس.

قال أبو عبيد: ومعناه في الحديث: ما بين الأنثيين وأصول الفخذين، وهو من المغابن [ ص: 333 ] .

وما يبين ذلك حديث "عمر" [ - رحمه الله - ] :

"إذا التقى الرفغان فقد وجب الغسل".  

قال: حدثنيه محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن عطية بن قيس، عن "عمر" [رحمه الله] .

قال أبو عبيد: أراد: إذا التقى ذلك من الرجل والمرأة، ولا يكون هذا إلا بعد التقاء الختانين.

فهذا يبين [لك] موضع الرفغ.

فمعنى الحديث المرفوع: أنه أراد أن أحدكم يحك ذلك الموضع من جسده، فيعلق درنه ووسخه بأصابعه، فيبقى بين الظفر والأنملة.

وإنما أنكر من ذلك طول الأظفار، وترك قصها.

يقول: فلولا أنكم لا تقصونها حتى تطول ما بقي الرفغ هناك.

هذا وجه الحديث.

وما يبين ذلك حديثه الآخر، واستبطأ الناس الوحي، فقال [ ص: 334 ] :

"وكيف لا يحتبس الوحي، وأنتم لا تقلمون أظفاركم، ولا تقصون شواربكم، ولا تنقون براجمكم".
 


قال: حدثناه أبو محياة، عن منصور، عن مجاهد، يرفعه.

قال "الأصمعي" يقال: أوهم الرجل في كتابه وفي كلامه يوهم إبهاما: إذا ما أسقط منه شيئا.

ويقال: وهم يوهم: إذا غلط.

ويقال: وهم إلى الشيء يهم وهما: إذا ذهب وهمه إليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية