الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
107 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"أنه أتى كظامة قوم، فتوضأ، ومسح على قدميه".  

قال: حدثناه هشيم، قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن أوس بن أبي أوس، أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك.

[قال أبو عبيد] : وقد خولف هشيم في هذا الإسناد.

وكان "شريك" فيما بلغني يحدث بهذا الحديث عن يعلى بن عطاء، عن أوس بن أبي أوس، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

فسئل "هشيم" عن الكظامة [ ص: 340 ] .

فقال: السقاية.

قال أبو عبيد: وسألت عنها "الأصمعي" وأهل العلم من "أهل الحجاز" فقالوا: هي آبار تحفر، ويباعد ما بينها، ثم يخرق ما بين كل بئرين بقناة تؤدي الماء من الأولى إلى التي تليها، حتى يجتمع الماء إلى آخرهن.

وإنما ذلك من عوز الماء، ليبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أهلها للشرب، وسقي الأرض، ثم يخرج فضلها إلى التي تليها، فهذا معروف عند "أهل الحجاز". ومنه حديث عبد الله بن عمرو.

قال: حدثنيه هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: "إذا رأيت "مكة" قد بعجت كظائم، وساوى بناؤها رؤوس الجبال، فاعلم أن الأمر قد أظلك، فخذ حذرك.

التالي السابق


الخدمات العلمية