"ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن [أن] يجهر به" [ ص: 346 ] .
قال: حدثناه عن إسماعيل بن جعفر، محمد بن عمرو، عن عن أبي سلمة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . أبي هريرة،
قوله: كأذنه: يعني ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن.
قال: حدثناه عن "حجاج"، عن ابن جريج، في قوله [ - عز وجل - ] : مجاهد وأذنت لربها وحقت قال: استمعت أو سمعت - شك أبو عبيد - .
قال وحدثناه [أبو عبيد] : عن أبو معاوية، عن معرف بن واصل، في قوله: حبيب بن أبي ثابت وأذنت لربها قال: استمعت أو سمعت.
يقال: أذنت للشيء آذن له أذنا: إذا استمعت، [أو سمعت له]
قال "عدي بن زيد":
أيها القلب تعلل بددن إن همي في سماع وأذن
وقال "عدي" أيضا [ ص: 347 ] :في سماع يأذن الشيخ له وحديث مثل ماذي مشار
بعضهم يرويه: "كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن" - بكسر الألف - يذهب به إلى الإذن من الاستئذان، وليس لهذا وجه [عندي] .
وكيف يكون إذنه في هذا أكثر من إذنه في غيره، والذي أذن له فيه من توحيده وطاعته، والإبلاغ عنه أكثر وأعظم من الإذن في قراءة يجهر بها.
وقوله: يتغنى بالقرآن: إنما مذهبه عندنا تحزين القراءة .
ومن ذلك حديثه الآخر الذي يروى عن عن شعبة، عن معاوية بن قرة، أنه عبد الله بن مغفل، رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ سورة الفتح، فقال [ ص: 348 ] : "لولا أن يجتمع الناس علينا لحكيت تلك القراءة، وقد رجع ".
ومما يبين ذلك حديث يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
أنه ذكر أشراط الساعة، فقال: "بيع الحكم، وقطيعة الرحم، والاستخفاف بالدم، وكثرة الشرط، وأن يتخذ القرآن مزامير، يقدمون أحدهم، وليس بأقرئهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم به غناء".
قال: سمعت يحدثه عن "أبا يوسف" عن ليث، عن عثمان بن عمير، زاذان، عن عابس الغفاري، أنه سمع النبي [صلى الله عليه وسلم] يقول ذلك.
قال: وحدثنا عن ابن علية، عن ليث، قال: "أقرأ الناس للقرآن أخشاهم لله [ - عز وجل - ] . طاووس،
فهذا تأويل حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : [ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي] يتغنى بالقرآن [أن] يجهر به [ ص: 349 ] .
وهو تأويل قوله: "وزينوا القرآن بأصواتكم". قال: وأخبرني عن "يحيى بن سعيد"، قال: نهاني "شعبة"، أن أتحدث بهذا الحرف: "زينوا القرآن بأصواتكم". "أيوب"
[قال وإنما كره أبو عبيد] : ذلك مخافة أن يتأول على غير وجهه . "أيوب"
[قال] : وأما حديث رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] : ليس منا من لم يتغن بالقرآن".
فليس هو عندي من هذا، إنما هو من الاستغناء، وقد فسرناه في موضع آخر" [ ص: 350 ] .