الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
111 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

أنه كان إذا سجد جافى عضديه حتى يرى من خلفه عفرة إبطيه".  

[قال] حدثناه إسماعيل بن جعفر، عن داود بن قيس، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

قال "أبو زيد" و"الأصمعي" و"أبو زياد"، أو من قال منهم: العفرة: البياض، وليس بالبياض الناصع الشديد، ولكنه لون الأرض، ومنه قيل للظباء: عفر، إذا كانت ألوانها كذلك.

وإنما سميت بعفر الأرض ، وهو وجهها [ ص: 351 ] .

قال "الأحمر": يقال: ما على عفر الأرض مثله: أي على وجهها.

وكذلك الشاة العفراء. يروى عن "أبي هريرة" أنه قال: "لدم عفراء في الأضحية أحب إلي من دم سوداوين" وبعضهم يرويه عنه: "لدم بيضاء أحب إلي من دم سوداوين".

فهذا يفسر ذلك.

ويقال: عفرت الرجل في التراب: إذا مرغته فيه تعفيرا.

والتعفير في غير هذا أيضا.

يقال للوحشية: هي تعفر ولدها، وذلك إذا أرادت فطامه: قطعت عنه الرضاع يوما أو يومين، فإن خافت أن يضره ذلك ردته إلى الرضاع أياما، ثم أعادته إلى الفطام، تفعل ذلك به مرات حتى يستمر عليه.

فذلك التعفير، وهو معفر، قال "لبيد" يذكره [ ص: 352 ] :


لمعفر قهد تنازع شلوه غبس كواسب لا يمن طعامها



التالي السابق


الخدمات العلمية