الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
185 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"إن الدنيا حلوة خضرة، فمن أخذها بحقها بورك له فيها"   [ ص: 146 ] .

[ويروى: إن هذا المال حلو خضر فمن أخذه بحقه.... ] .

قال: حدثنيه "يزيد" عن "محمد بن عمرو" عن "المقبري" عن "عبيد سنوطا" قال: دخلنا على "أم محمد امرأة حمزة بن عبد المطلب فذكرت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

[قال "أبو عبيد"] : قوله: "خضرة ": يعني الغضة الحسنة، وكل شيء غض طري فهو خضر.  

وأصله من خضرة الشجر.

ومنه قيل للرجل إذا مات شابا غضا: قد اختضر.

قال [أبو عبيد] : وحدثني بعض أهل العلم: أن شيخا كبيرا من العرب كان قد أولع به شاب من شبابهم، فكلما رآه [ ص: 147 ]

قال: [قد] أجززت يا أبا فلان!

يقول: قد آن لك أن تجزز، يعني الموت.

فيقول له الشيخ: أي بني!

وتختضرون: أي تموتون شبابا.

ومنه قيل: خذ هذا الشيء خضرا مضرا.

فالخضر: الحسن الغض، والمضر إتباع.

وقال الله - تبارك وتعالى - : فأخرجنا منه خضرا [ ص: 148 ] .

يقال: إنه الأخضر، وهو من هذا.

وإنما سمي الخضر؛ لأنه كان إذا جلس في موضع اخضر - ما حوله.

التالي السابق


الخدمات العلمية