309 - قال في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أبو عبيد" "أن رجلا أتاه بضباب قد احترشها، فقال: إن أمة قد مسخت، فلا أدري لعل هذه منها" [ ص: 616 ] .
قال: حدثنيه عن "ابن مهدي" عن "شعبة" "عدي ابن ثابت" عن عن "زيد بن وهب" "ثابت بن وديعة ".
قال "أبو عبيد ": هو أن يأتي جحر الضب، فيدخل فيه عودا أو شيئا، فيحركه، حتى يسمع الضب، فيظن أنه حية تريد أن تدخل عليه الجحر. قوله: " [قد] احترشها ":
والحية زعموا أنها تدخل عليه الجحر، فتستخرجه منه [ ص: 617 ] .
قال: ومنه قيل هذا المثل: "أظلم من الحية ".
فإذا سمع صوت تلك الحركة أخرج ذنبه إليها؛ ليضربها به، فربما قطعها باثنين، فإذا رآه المحترش قد أخرج ذنبه قبض عليه حتى يجتذبه.
فهكذا تحترش الضباب، فيما تقول الأعراب [ ص: 618 ] .
وفي هذا الحديث من الفقه أنه لم يدع أكل الضب على التحريم له، ولكن للتقذر.