311 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين ذكر أشراط الساعة، فقال: "من أشراطها كذا وكذا، وأن ينطق الرويبضة. قيل يا رسول الله! وما الرويبضة؟
فقال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة" [ ص: 624 ] .
قال: حدثنيه "يزيد" عن "عبد الملك بن قدامة" [ عن "إسحاق ابن أبي الفرات" ] عن "المقبري" عن "أبي هريرة" رفعه.
قال "أبو عبيد ": قوله: "التافه ": يعني الخسيس الخامل من الناس، وكذلك كل خسيس، فهو تافه [ ص: 625 ] .
ومنه قول "إبراهيم ": "تجوز شهادة العبد في الشيء التافه"
ومنه قول "عبد الله" في القرآن: "لا يتفه، ولا يتشان ".
وتأويل حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا مثل الحديث الآخر: "لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس لكع بن لكع ".
وهو العبد والسفلة [ ص: 626 ] .
ومنه قيل للأمة: يا لكاع!
ويروى عن "عمر" - رحمه الله - أنه كان إذا رأى أمة متقنعة ضربها بالدرة.
وقال: "يا لكاع: لا تشبهي بالحرائر ".
ويقول: "اكشفي رأسك ".
وكذلك يقال للرجل: يا خبث، وللأنثى: يا خباث، وكذلك: غدر وغدار من الغدر.
ومنه حديث "المغيرة بن شعبة" ورأى "عروة بن مسعود" [عمه] يكلم "النبي" - صلى الله عليه وسلم - ويتناول لحيته يمسها، فقال: "أمسك يدك عن لحية النبي [ - صلى الله عليه وسلم - ] قبل ألا تصل إليك" [ ص: 627 ] .
فقال "عروة ": يا غدر! وهل غسلت رأسك من غدرتك إلا بالأمس؟
ومما يثبت حديث الرويبضة الحديث الآخر، أنه قال:
"من أشراط الساعة أن يرى رعاء الشاة رءوس الناس، وأن ترى العراة الجوع يتبارون في البنيان، وأن تلد المرأة ربها وربتها" [ ص: 628 ] .


