الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
687 - وقال " أبو عبيد " في حديث "علي " - رحمه الله - أن امرأة جاءته ، فذكرت أن زوجها يأتي جاريتها ، فقال : "إن كنت صادقة رجمناه ، وإن كنت كاذبة جلدناك " .

فقال : ردوني إلى أهلي غيرى نغرة " .

قال : حدثناه "غندر " عن "شعبة " عن "سلمة بن كهيل " عن "حجية " عن "علي " .

قال " الأصمعي " : سألني "شعبة " عن هذا ، فقلت : هو مأخوذ من نغر القدر ، وهو : غليانها ، وفورها .

يقال منه : نغرت [القدر ] تنغر ، ونغرت تنغر : إذا غلت ، فمعناه : أنها أرادت أن جوفها يغلي من الغيظ والغيرة ، ثم لم تجد عنده ما تريد .

قال : ويقال منه : رأيت فلانا يتنغر على فلان ، أي : يغلي جوفه عليه غيظا .

قال "أبو عبيد " : وفي هذا الحديث من الفقه : أن على الرجل إذا واقع جارية امرأته الحد   [ ص: 338 ] .

وفيه أيضا : أنه إذا قذفه بذلك قاذف كان على قاذفه الحد ، ألا تسمع قوله : "وإن كنت كاذبة جلدناك " .

ووجه هذا كله إذا لم يكن الفاعل جاهلا بما يأتي وبما يقول ، فإن كان جاهلا ، وادعى شبهة درئ عنه الحد في هذا كله .

وفيه أيضا : أن رجلا لو قذف رجلا بحضرة حاكم ، وليس المقذوف بحاضر  أنه لا شيء على القاذف ، حتى يجيء فيطلب حده ؛ لأنه لا يدري ، لعله يجيء ، فيصدقه ؛ ألا ترى أن " عليا " لم يعرض لها .

وفيه : أن الحاكم إذا قذف عنده رجل ، ثم جاء المقذوف يطلب حقه ، أخذه الحاكم بالحد بسماعه ، ألا تراه يقول : "وإن كنت كاذبة جلدناك" [هذا ؛ لأنه من حقوق الناس ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية