الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
688 - وقال " أبو عبيد " في حديث "علي " - رضي الله عنه - : أنه صلى بقوم ، فأسوى برزخا ، وفي بعض الحديث أنه قرأ برزخا ، فأسوى حرفا من القرآن " [ ص: 339 ] .

قال : حدثنيه "نصر بن باب " عن "الحجاج " عن "الحكم " عن "أبي عبد الرحمن السلمي " قال : ما رأيت أحدا أقرأ من "علي " صلينا خلفه ، فقرأ برزخا ، فأسقط حرفا ، فرجع ، فقرأه ، ثم عاد إلى مكانه " .

قال "الكسائي " : قوله : "أسوى" يعني : أسقط ، وأغفل .

يقال : أسويت الشيء : إذا تركته وأغفلته .

قال : والبرزخ : ما بين كل شيئين ، ومنه قيل للميت : هو في البرزخ ؛ لأنه بين الدنيا والآخرة .

ومنه قول "أبي أمامة الباهلي " حين دفن ميتا ، فقرأ : ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون

فأراد "أبو عبد الرحمن " بالبرزخ ما بين الموضع الذي أسقط "علي " منه ذلك الحرف إلى الموضع الذي كان انتهى إليه .

ومنه قول "عبد الله " أنه سئل عن الرجل يجد الوسوسة ، فقال : "تلك برازخ الإيمان " [ ص: 340 ] .

قال [ " أبو عبيد " ] : حدثنيه "حجاج " عن "المسعودي عن "القاسم بن عبد الرحمن " عن "عبد الله " .

قال " أبو عبيد " : وقال بعضهم : ما بين أول الإيمان وآخره .

وفي هذا تقوية للحديث الآخر : "الإيمان ثلاث وسبعون شعبة ،  أولها : الإيمان بالله ، وأدناها : إماطة الأذى عن الطريق " .

وقال بعضهم : هو ما بين اليقين والشك .

فذاك برازخ الإيمان .

التالي السابق


الخدمات العلمية