الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
692 - وقال " أبو عبيد " في حديث "علي " [رحمة الله عليه ] : "استكثروا من الطواف بهذا البيت ، قبل أن يحال بينكم وبينه ،  فكأني برجل من الحبشة أصعل أصمع ، حمش الساقين ، قاعد عليها وهي تهدم " .

قال : حدثناه "يزيد بن هارون " عن "هشام " عن "حفصة " عن "أبي العالية " عن "علي " [ ص: 347 ] .

قال " الأصمعي " : قوله : أصعل ، هكذا يروى ، فأما في كلام العرب ، فهو صعل ، بغير ألف ، وهو الصغير الرأس ، وكذلك الحبشة ، ولهذا قيل للظليم : صعل ، قال "عنترة " يصفه :


صعل يعود بذي العشيرة بيضه كالعبد ذي الفرو الطوال الأصلم

يعني المقطوع الأذن .

قال : والأصمع : الصغير الأذن ، يقال منه : رجل أصمع ، وامرأة صمعاء . وكذلك غير الناس .

ومنه حديث "ابن عباس " "أنه كان لا يرى بأسا أن يضحى بالصمعاء " . قال : حدثناه "هشيم " عن "أبي حمزة " عن "ابن عباس " .

قال " أبو عبيد " : يذهب "ابن عباس " إلى أن هذا خلقة ، ولو كانت مقطوعة الأذن ما أجزت .

ويقال أيضا - في غير هذا - : قلب أصمع : إذا كان ذكيا فطنا .

و [قد ] روى بعض الناس أن الأصعل بالألف لغة ، ولا أدري عمن هو [ ص: 348 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية