الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
75 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أنه نهى عن الإقعاء في الصلاة"  

[حدثنا يزيد بن هارون، وابن أبي عدي، أو أحدهما، عن حسين المعلم، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ] .

وقال "أبو عبيدة": الإقعاء: جلوس الرجل على إليتيه ناصبا فخذيه مثل إقعاء الكلب والسبع [ ص: 266 ] .

قال أبو عبيد: وأما تفسير أصحاب الحديث، فإنهم يجعلون الإقعاء: أن يضع الرجل أليتيه على عقبيه بين السجدتين.

وهذا عندي هو الحديث الذي فيه عقب الشيطان الذي جاء فيه النهي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو عن "عمر": "أنه نهى عن عقب الشيطان".

قال أبو عبيد: وتفسير أبي عبيدة في الإقعاء أشبه بالمعنى؛ لأن الكلب إنما يقعي كما قال.

وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أنه أكل مقعيا   .

فهذا يبين لك أن الإقعاء هو هذا، وعليه تأويل كلام العرب [ ص: 267 ] .

وأما القرفصاء: فإنه أن يجلس الرجل كجلوس المحتبي، ويكون احتباؤه بيديه يضعهما على ساقيه، كما يحتبي الثوب تكون يداه مكان الثوب، وهذا في غير صلاة، ومما يبين [لك] أن عقب الشيطان هو أن يجلس الرجل على عقبيه حديث يروى عن "عمر" [رحمه الله]

حدثنا عمر بن سعيد، عن محمد بن شعيب، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري بن هشام، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن "عمر" قال: "لا تسدلوا ثيابكم في الصلاة، ولا تخطوا نحو القبلة، فإنها خطوة الشيطان، وإذا سلمتم فانصرفوا، ولا تقدموا".

التالي السابق


الخدمات العلمية