الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
754 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله" أنه: أتي بسكران أو شارب فقال: " تلتلوه، ومزمزوه"   [ ص: 77 ] .

قال " أبو عمرو": هو أن يحرك، ويزعزع، ويستنكه حتى يوجد منه الريح، ليعلم ما شرب.

وهو التلتلة، والترترة، والمزمرة بمعنى واحد، وجمع التلتلة تلاتل، وهي الحركات، قال " ذو الرمة" يصف بعيرا :


بعيد مساف الخطو غوج شمردل تقطع أنفاس المهارى تلاتله

يقول: إنها تسير بسيره، فهو يتلتلها في السير، لتدركه.

قال " أبو عبيد ": وهذا الحديث بعض أهل العلم ينكره، لأن الحدود إذا جاء صاحبها مقرا بها، فإنه ينبغي للإمام ألا يسمع منه، وأن يرده  ويعرض عنه كما جاء في الأثر عن رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] في " ماعز بن مالك" حين أقر بالزنا وكالحديث الآخر: " اطردوا المعترفين" ، [ ص: 78 ] فكيف يكون أن يتلتل، ويمزمز حتى يظهر سكره، وهو يؤمر أن يستر على نفسه، فإن كان هذا محفوظا، فينبغي أن يكون فعله " عبد الله" برجل مولع بالشراب يدمنه، فاستجازه لذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية