الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
757 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله" - رحمه الله - : " ما مصلى لامرأة أفضل من أشد مكان في بيتها ظلمة إلا امرأة قد يئست من البعولة، فهي في منقليها".

قال: حدثنيه " المبارك بن سعيد" ، عن أبيه " سعيد بن مسروق" ، عن " أبي عمرو الشيباني" ، عن " عبد الله".

قال " الأموي": المنقل: الخف.

قال " أبو عبيد ": وأحسبه الخلق، وأنشدني " الأموي" " للكميت":


وكان الأباطح مثل الإرين وشبه بالحفوة المنقل [ ص: 83 ]

الإرين: واحدتها إرة، وهى: الحفرة يوقد فيها النار للخبزة أو غيرها، وإنما وصف شدة الحر، يعني أنه يصيب صاحب الخف ما يصيب الحافي من الرمضاء، والذي أراد " عبد الله" بقوله: " فهي في منقليها": يعني أنها ممن تخرج إلى الأسواق والحوائج، فهي أبدا لابسة خفيها.  

فأما التي لم تيأس من البعولة، فهي لازمة لبيتها فلا [تخرج] ، فرخص للعجائز في الصلاة في المساجد، وكرهه للشواب.  

[قال " أبو عبيد "] : وقوله: " منقل"  لولا أن الرواية اتفقت في الحديث، والشعر جميعا على فتح الميم، ما كان وجه الكلام عندي إلا كسرها [ ص: 84 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية