الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
836 - وقال " أبو عبيد " في حديث " أبي موسى الأشعري" أنه تذاكر هو و " معاذ" قراءة القرآن، فقال " أبو موسى": " أما أنا فأتفوقه تفوق اللقوح".  

قال: حدثنيه " غندر" ، عن " شعبة" ، عن " سعيد بن أبي بردة" ، عن " أبيه" ، عن " أبي موسى الأشعري".

قوله: أتفوقه:  يقول: لا أقرأ جزئي بمرة، ولكن أقرأ منه شيئا بعد شيء في آناء الليل والنهار، فهذا التفوق، إنما هو مأخوذ من فواق الناقة، وذلك أنها تحلب، ثم تترك ساعة حتى تدر، ثم تحلب، يقال منه: قد فاقت تفوق فواقا، وفواقا، وفيقة، وهي ما بين الحلبتين.

قال " امرؤ القيس" يذكر المطر، وأنه يمطر ساعة بعد ساعة [ ص: 198 ] :


فأضحى يسح الماء من كل فيقة يكب على الأذقان دوح الكنهبل

ومن هذا الحديث المرفوع: " أنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق" كأنه أراد أنه فعل ذلك في قدر فواق ناقة، وفيها لغتان: فواق وفواق، وكذلك يقرأ هذا الحرف: ما لها من فواق - بالفتح والضم - ، ويقال في قوله: إنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق: يعني التفضيل، أنه جعل بعضهم فيها أفوق من بعض، على قدر غنائهم يومئذ [ ص: 199 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية