الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
868 - وقال " أبو عبيد " في حديث " ابن عباس" في الذبيحة بالعود، قال: " كل ما أفرى الأوداج غير مثرد".

قال: حدثناه " ابن علية" ، عن " أيوب" ، عن " عكرمة" ، عن " ابن عباس".

قال " أبو زياد الكلابي": التثريد: أن تذبح الذبيحة بشيء لا حد له، فلا ينهر الدم، ولا يسيله، فهذا المثرد، وليس بذكي إنما هو قاتل،  وإفراد الأوداج: تقطيعها، وتشقيقها، وكل شيء شققته، فقد أفريته، وما كان على وجه التقدير والتسوية، فإنه يقال منه: فريت، بغير ألف، وهو من غير الأول، قال " زهير":


ولأنت تفري ما خلقت وبعـ ض القوم يخلق ثم لا يفري [ ص: 240 ]

قال: فالخلق: التقدير، والفري: القطع على وجه الإصلاح

وقد تأول بعض الناس هذا الحديث أن قوله: كل من الأكل، وهذا خطأ لا يكون، ولو أراد من الأكل أوقع المعنى على الشفرة، إذا قال: كل ما أفرى الأوداج، لأن الشفرة هي التي تفري.

[قال " أبو عبيد "] : وإنما معنى الحديث: أن كل شيء أفرى الأوداج من عود أو ليطة أو حجر، بعد أن يفريها، فهو ذكي غير مثرد.  

التالي السابق


الخدمات العلمية