الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
869 - وقال " أبو عبيد " في حديث " ابن عباس" أن رجلا أتاه، فقال: إني أرمي الصيد، فأصمي وأنمي، فقال: " ما أصميت فكل، وما أنميت فلا تأكل".

قال: حدثناه " أبو معاوية" ، عن " الأعمش" ، عن " الحكم" ، عن [ ص: 241 ] " مقسم" ، عن " ابن عباس".

قال: وحدثناه " غندر" ، عن " شعبة" ، عن " الحكم" ، عن " عبد الله بن أبي الهذيل" ، عن " ابن عباس" قال: ونرى أن المحفوظ هذا.

قوله: ما أصميت فكل:  الإصماء: أن يرميه فيموت بين يديه، ولم يغب عنه [وكذلك الإقعاص] والإنماء: أن يغيب عنه، فيموت، فيجده ميتا.  

يقال منه: قد أنميت الرمية أنميها إنماء، فإن أردت أن تجعل الفعل للرمية نفسها، قلت: قد نمت تنمي: أي غابت، ثم ماتت، ومنه قول " امرئ القيس" يصف رجلا بجودة الرمي:


فهو لا تنمي رميته ما له لا عد من نفره

قوله: لا عد من نفره: فإنه دعاء عليه، وهو يمدحه، وهذا كقولك للرجل يفعل الشيء، أو يتكلم بالكلام يعجبك منه: ما له قاتله الله! أخزاه الله! فقال هذا، [ ص: 242 ] وهو يريد غير معنى الدعاء عليه.

وهذا مثل الذي فسرت لك في الحديث الأول من قوله: خطأ الله نوءها أنه دعاء، وهو لا يريد مذهب الأنواء، إنما هو على مجرى كلامهم.

وقوله: لا تنمي، يقول: لا تغيب عنه الرمية، تموت مكانها، والإقعاص مثل الإصماء.

التالي السابق


الخدمات العلمية