الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
870 - وقال " أبو عبيد " في حديث " ابن عباس" حين ذكر " إبراهيم" عليه السلام" وإسكانه " إسماعيل" [ - عليه السلام - ] وأمه " مكة" وأن الله [ - تبارك وتعالى - ] فجر لهما " زمزم" ، قال: " فمرت رفقة من " جرهم" ، فرأوا طائرا واقعا على جبل، فقالوا: إن هذا الطائر لعائف على ماء".

قال: حدثناه " ابن علية" ، عن " أيوب" ، عمن حدثه، عن " سعيد بن جبير" ، عن " ابن عباس" في حديث طويل [ ص: 243 ] .

قوله: عائف على ماء،  كان " أبو عبيدة " يقول في العائف هاهنا: هو الذي يتردد على الماء، ويحوم ولا يمضي، قال " أبو عبيد ": ومنه قول " أبي زبيد" وذكر إبلا أو خيلا قد أزحفت وتساقطت، فالطير تحوم عليها، فقال:


كأن أوب مساحي القوم فوقهم طير تحوم على جون مزاحيف

فشبه اختلاف المساحي بأجنحة الطير.

والعائف في أشياء سوى هذا، منها: الذي يعيف الطير يزجرها، وهي العيافة، وقد عاف يعيف.

والعائف أيضا: الكاره للشيء المتقذر منه، ومنه الحديث المرفوع: أنه أتي بضب، فلم يأكل، وقال: " أعافه، ليس من طعام قومي".  يقال من هذا [ ص: 244 ] :

يعاف [عيفا] ومن الأول والثاني: يعيف [عيفا] .

التالي السابق


الخدمات العلمية