الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
90 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد، والماحي: يمحو الله بي الكفر، والحاشر: أحشر الناس على قدمي، والعاقب".  

قال: حدثنيه "يزيد" ، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

قال يزيد: فسألت "سفيان" عن العاقب؟ فقال: آخر الأنبياء.

قال أبو عبيد: وكذلك كل شيء خلف بعد شيء فهو عاقب [له] [ ص: 303 ] .

وقد عقب يعقب عقبا وعقوبا، ولهذا قيل لولد الرجل بعده: هو عقبه.

وكذلك آخر كل شيء عقبه.

ومنه حديث "عمر" [ - رحمه الله - ] : أنه سافر في عقب رمضان، فقال: "إن الشهر قد تسعسع، فلو صمنا بقيته".

قال "الأصمعي": يقال: فرس ذو عقب: إذا كان باقي الجري.

وكذلك العاقبة من كل شيء آخره، وهي عواقب الأمور.

قال أبو عبيد: ويروى عن "أبي حازم" أنه قال: "ليس لملول صديق، ولا لحسود غنى، والنظر في العواقب تلقيح للعقول".

التالي السابق


الخدمات العلمية