فقالت: إلى هذا الذي يقال له الصابئ؟
قالا لها: هو الذي تعنين".
قال: حدثنيه مروان الفزاري، عن عوف، عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن حصين، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قال "الأصمعي"، وبعضه عن "الكسائي" و "أبي عمرو" وغيرهم: قوله: بين مزادتين: المزادة هي التي تسميها الناس الراوية [ ص: 305 ] .
وإنما الراوية: البعير الذي يستقى عليه [الماء] ، وهذه هي المزادة.
والسطيحة نحوها أصغر منها هي من جلدين، والمزادة أكبر منها.
والشعيب: نحو من المزادة.
قال أبو عبيد: وأما قولها: الصابئ: فإن الصابئ عند العرب الذي قد خرج من دين إلى دين.
يقال: [قد] صبأت في الدين: إذا خرجت منه، ودخلت في غيره، ولهذا كان المشركون يقولون للرجل إذا أسلم في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - : قد صبأ فلان [ ص: 306 ] .
ولا أظن الصابئين سموا إلا من هذا؛ لأنهم فارقوا دين اليهود والنصارى، وخرجوا منهما إلى دين ثالث - والله أعلم - .
وفي الحديث، قال: فكان المسلمون يغيرون على من حول هذه المرأة، ولا يصيبون الصرم الذي هي فيه.
قال أبو عبيد: قوله: الصرم: يعني الفرقة من الناس ليسوا بالكثير، وجمعه أصرام، قال "الطرماح":
يا دار أقوت بعد أصرامها عاما وما يبكيك من عامها
				
						
						
