حدثنا يحيى، حدثنا ابن المبارك، عن عبد الله بن عقبة، عن عطاء بن دينار، عن أبي إدريس، سمعت فضالة بن عبيد، سمعت عمر، عن النبي صلى الله عليه: " الشهداء أربعة: فرجل لقي العدو فكأنما يضرب جلده بشوك الطلح من الجبن إذ جاءه سهم غرب فقتله " قوله: "بشوك الطلح" هو شجر أم غيلان كذا أخبرنا سلمة، عن الفراء أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الطلح شجر له شوك. أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: الطلح شجر عظام كثير الشوك وأنشدنا:
بشرها دليلها وقالا غدا ترين الطلح والظلالا
[ ص: 631 ] قوله: وطلح منضود " هو الموز، وهو لا شوك له والطلح غير منضود، وإنما ذلك في الموز، نضد بعضه على بعض .
حدثنا عبيد الله، عن يزيد بن زريع، عن التيمي، عن أبي سعيد الرقاشي، سألت ابن عباس عن الطلح، فقال: "هو الموز" وهو قول علي، وأبي سعيد، وأبي هريرة، ومجاهد، وعكرمة، والحسن، وقسامة، وقتادة أخبرنا سلمة، عن الفراء: وطلح " قال: زعم المفسرون أنه الموز أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: زعم المفسرون أنه الموز قال إبراهيم: والذين قالوا: هو الموز هو غير معنى الحديث لقوله بشوك الطلح فلعله اسم لشجر شوك وللموز وقال أبو نصر: الطلح: النعمة والصلاح قال الأعشى:
[ ص: 632 ]
كم رأينا من أناس هلكوا ورأينا المرء عمرا بطلح
يعني عمرو بن هند وقال أبو عمرو: إنه لطلح سفر وعمل إذا كل وسمعت أبا نصر يقول: الطليح المعيي وأنشدنا:
قلت لغنس قد ونت طليح عوجاء من تتابع التطريح
وأنشدنا:
وتراها تشكو الكلال وقد كا نت طليحا تحذى صدور النعال
وقال أبو عبيدة: الطلح: القراد، والبرام، والعل، والحمك، والحلم، والطحل والقردان، والحمنان .
[ ص: 633 ]


