الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: أورى .

                              حدثنا اليمامي، عن يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق: بلغني عن عمار بن ياسر، أن أبا طالب، قال له في تزويج النبي صلى الله عليه خديجة: "نفخت فأوريت" قال إبراهيم: وإنما كان ينبغي أن يقول: قدحت فأوريت، والواري: الزند الذي يوري النار سريعا، ورجل واري الزناد إذا كان كريما، ووريت بك زنادي: رأيت منك ما أحب من النصح  وأنشدنا ابن الأعرابي:


                              وقد منيت ببعل غير ذي شظف جلد مفيد أمين زنده واري     ينحي العماد وأوتادا منقحة
                              ولليرابيع والجرذان حفار



                              قوله: "غير ذي شظف"،  الشظف: يبس العيش، وشجر شظيف: لم يرو من الماء فخشن وقوله: "منقحة" : محددة الأطراف قال الأعشى:


                              ولو رمت في ظلمة قادحا     حصاة بنبع لأوريت نارا

                              .

                              [ ص: 784 ] وأنشدنا عمرو:


                              إذا الرفاق أناخوا حول منزله     حلوا بذي فجرات زنده واري



                              أخبرنا عمرو، عن أبيه: المخ وار وهو السمين الممتلئ والرار والرير: المخ الذي ذاب في العظم والرير: الماء الذي يخرج من فم الصبي والرأرأة: تحديق النظر، ورأرأ السحاب: لمح، وهو دون اللمع أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الرأرأة: فتح العين، واستدارة الحدقة ويقال: إن فلانة إذا نظرت رأرأت  أخبرنا عمرو، عن أبيه: رأيت فلانا وفلانا يأتريان أي يعتلجان ويأتريان بأري لهما به إران، والأري آثارهما حيث اعتلجا وقال أبو الجراح: استأورن إذا نفرن وعدون وقال الطائي: المؤاري: المعاقر من الدواب والناس لا هم له غير المؤاراة وقال: آذاني أري النار، والقدر أي حرهما .

                              [ ص: 785 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية