الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الثالث .

                              باب: شنف .

                              حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو أسامة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن، عن أسامة بن زيد، عن أبيه: خرج رسول الله صلى الله عليه فلقيه زيد بن عمرو فحيا أحدهما الآخر، فقال رسول الله صلى الله عليه: "مالي أرى قومك قد شنفوا لك"،  قال: أما والله إن ذاك لغير فائرة كانت مني إليهم " .

                              حدثنا أبو ظفر، وعاصم، قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قلت لأخي: اكفني حتى أذهب فأنظر إلى النبي صلى الله عليه، قال: "نعم، وكن من أهل مكة على حذر، فإنهم قد أنكروا ما قال وشنفوا له" .

                              حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا محمد بن سليم .

                              [ ص: 802 ] : "كنت أختلف إلى الضحاك وعلي شنف ذهب فلا ينهاني" قوله: "مالي أرى قومك قد شنفوا لك"،  أخبرني أبو نصر، عن أبي زيد: الشنف: شدة البغض والشنف والشفن: شدة النظر من البغض مثل جبذ وجذب وقال أبو زيد: شفن له فرآه عن يمينه إذا التفت فرآه، وقال: الشنف: اللحظ، وأنشدنا:


                              وقد أراني بالديار مترفا أزمان أدماء تروق الشنفا



                              وقال أبو عمرو: شنفت إليه: نظرت وشنفت إليه شنوفا تشنف، والأخرى تشفن قوله: "وعلي شنف من ذهب"، أخبرنا سلمة، عن الفراء: الشنف: الذي يعلق في الأذن قال إبراهيم: سمعت أن القرط ما علق في شحمة الأذن والشنف في أعلى الأذن .

                              [ ص: 803 ] أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: الشنفاء: الشفة المنقلبة من أعلاها، والاسم الشنف وقال أبو عمرو: المشنوفة: المزمومة يقال: شنفها إذا مدها بزمامها، يشنف، وإنك لشانف بأنفك عني أي رافع، قال:

                              ويرد عنك مخيلة الرجل الـ

                                  مشنوف موضحة عن العظم



                              وقال الفريري: الشفن: العذل، بات يشفن أهله .

                              [ ص: 804 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية