الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: نشف .

                              حدثنا مسدد، حدثنا ملازم، حدثنا عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، عن أبيه: وفدنا إلى رسول الله صلى الله عليه فدعا بوضوء فتوضأ فتمضمض ثم صبه في إداوة، وقال "اكسروا بيعتكم وانضحوا مكانها، واتخذوه مسجدا"، قلنا: البلد بعيد، والماء ينشف قال: "همدوه من الماء فإنه لا يزيده إلا طيبا" .

                              حدثنا أحمد بن أيوب، عن إبراهيم، عن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد، عن أبي رهم، حدثني

                              أبو أيوب: "انكسرت حب لنا، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة مالنا غيرها ننشف بها الماء خوفا أن يقطر على رسول الله صلى الله عليه" .

                              حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زائدة، عن عمر بن قيس، عن زيد بن وهب، عن حذيفة، قال: "أظلتكم الفتن ترمي بالنشف، والأخرى ترمي بالرضف" .

                              [ ص: 808 ] حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يوسف بن خالد، عن عيسى بن هلال، عن عكرمة، عن ابن عباس: " أن عمارا، أتى النبي صلى الله عليه فرأى به صفرة، فقال: "اغسلها"، قال: فذهبت فأخذت نشفة لنا، فدلكت بها عني تلك الصفرة حتى ذهبت عني " قوله: "والماء ينشف" نشفنا بقطيفة لنا الماء النشف: دخول الماء في الأرض والثوب، نشفت الأرض الماء  أخبرنا عمرو، عن أبيه، يقال: قد أنشفت الرحم: إذا ذهب لبنها، وأنشد عمرو:


                              ظلت على الشايات من ينوفا تدق حوضا رمضا نشوفا



                              قوله: "ترمي بالنشف"   : حجارة سود كأنما أحرقت بالنار وقال بعض الأعراب: النشفة، قال [ ص: 809 ] : أفلح من كانت له هرشفه ونشفة يملأ منها كفه: هي حجارة خفيفة تقوم على الماء فأخبر أن الأولى من الفتن ترمي بالنشف لا تؤثر في أديان الناس لخفتها والتي بعدها ترميهم بحجارة قد أحميت فكانت رضفا فهي أبلغ في أديانهم وآلم لأبدانهم قوله: "فأخذت نشفة لنا فدلكت بها عني"، هي إن شاء الله هذا الحجر، دلك به الخلوق فإنه أبلغ في ذهابه .

                              [ ص: 810 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية