الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: فش .

                              حدثنا علي بن مسلم، حدثنا وهب بن جرير، عن الأسود بن شيبان، عن خالد بن زهير: "كان شقيق بن ثور يجيء إلى المسجد وعليه فشاش له" .

                              حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، حدثنا محمد بن ربيعة، عن الجعد بن الصلت، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: "لا ينصرف حتى يسمع فشيشها أو طنينها" .

                              حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا ابن أبي أويس، عن عبد الله بن يحيى بن عروة، حدثنا ابن أبي الموال: " بينا نحن عند محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن عثمان، ودخل عليه عبد الله بن حسن بن حسن، فتحدثا ثم قال له محمد: ألا أريك جارية استطرفتها، فدعا بجارية فأقبلت وأدبرت، وإني لأسمع بين فخذيها من لففها مثل فشيش الحرابش " [ ص: 823 ] قال إبراهيم: يعني الحيات .

                              حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن ابن الهيثم، أن عمر، قال: "يفشو الكذب حتى يشهد الرجل على الشهادة ما يسألها" .

                              حدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا أبو الأسود، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح، عن عتبة بن الندر، عن النبي صلى الله عليه: "أن ختن موسى جعل له من غنمه كل قالب لون فنتجت كلها قالب لون، وليس فيها فشوش"   .

                              حدثنا موسى، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا أبو الزبير، عن جابر: "أمر رسول الله صلى الله عليه أن نكف فواشينا حتى تذهب فحمة العشاء"   .

                              [ ص: 824 ] حدثنا زهير بن حرب، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، حدثني سالم، أن ابن عمر، قال: " لقيت ابن صائد فقلت: متى ذهبت عينك؟ قال: لا أدري قلت: لا تدري وهي في رأسك، فنخر ففاجأني منه ما لم أحتسب، قلت: اخسأ، فلن تعدو قدرك، فكأنه كان سقاء ففش " قوله: "يخرج عليه فشاش"  أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الفشاش: كساء غليظ قوله: "نكف فواشينا" أظنه ما ظهر من صبي وصبية، وعبد وأمة، وماشية، من قولهم: فشا يفشو: إذا ظهر، وتفشى بهم المرض، وتفشت عليه أموره، إذا انتشرت قوله: "حتى تسمع فشيشها" وسمعت بين فخذيها مثل فشيش الحرابش أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: سمعت فشيش وكشيش الأفعى، وهو صوت جلدها إذا مشت في اليبس، وصوتها من فمها الفحيح والحرابش: جنس من الحيات وقال رؤبة: وازجر بني النجاخة الفشوش .

                              [ ص: 825 ] قوله: "يفشو الكذب" يقول: يظهر وتفشى فيهم المرض أي: كثر كما قال:


                              قد بنى اللؤم عليهم بيته وفشت فيهم مع اللوم القلح



                              والفش تتبع السرقة الدون والفش: حمل الينبوت قول عتبة: "ليس فيها فشوش" حدثني محمد بن عبد الملك حدثنا أبو الأسود: الفشوش: التي إذا مشت انفش لبنها قوله في حديث ابن عمر: كأنه كان سقاء فش " أي فتح فانفش ما فيه: خرج .

                              [ ص: 826 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية