الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: عفر .

                              حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن شعبة، عن أبي التياح، عن مطرف، عن ابن مغفل، عن النبي صلى الله عليه: "إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبعا، وعفروه الثامنة بالتراب"   .

                              حدثنا قتيبة، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن أبي ثفال، عن رباح، عن أبي هريرة: "دم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين" .

                              حدثنا أبو بكر، حدثنا وكيع، عن داود بن قيس، عن ابن أقرم، عن أبيه، صلى النبي صلى الله عليه، فرأيت عفرتي إبطيه حين سجد .

                              [ ص: 194 ] حدثنا القاسم بن عيسى، حدثنا رحمة، حدثنا مجالد، عن الشعبي، عن هوذة قال: "غشينا علي يوم بدر في أوائل القوم ليثا عفريا يفري الفريا" قوله: "وعفروه الثامنة" قال: عفرته أعفره في التراب عفرا، وهو متعفر الوجه في التراب، واسم التراب العفر أنشدنا أبو نصر:


                              عن ذي حيازيم زبطر لو هصر صعب الفيول ألجم الفيل العفر



                              . قوله: دم عفراء يقول: البيضاء التي تشبه لون التراب. قال أبو زيد: ظبي أعفر في ظباء عفر، يسكن القفاف وصلابة الأرض، والرئم في الجميع آرام تسكن الرمل والسهل، وظبي آدم - في ظباء - أدم تسكن الجبال، وهي أعظمها، ثم الرئم، ثم العفر .

                              [ ص: 195 ] وقوله: عفرتي إبطيه يقول: بياض إبطيه الذي هو خلاف لون جسده؛ لأن مغابن الرجل وما لا يظهر للهواء منه أشد بياضا، ومنه "يحشر الناس على أرض عفراء أي بيضاء - كقرصة النقي" يعني الحوارى. قوله: ليثا عفريا العفري: الخبيث: أسد عفر. قال أبو زيد: لقيته عن عفر أي بعد شهر، وعن هجر: سنة فما عداها، ولقيته صكة عمي، وهو أشد الهاجرة، ولقيته ببلدة: إصمت: وهي القفر، والعفرية: الناصية .

                              [ ص: 196 ] قال جندل:


                              بينا الفتى يخبط في غيساته     إذ صعد الدهر إلى عفراته



                              فاجتالها بشفرتي مبراته . وقال الأصمعي: العفرية النفرية: الخبيث المنكر. وقال الأحمر: التعفير: أن ترضع ولدها، ثم تدعه، ثم ترضعه، ثم تدعه، وذلك إذا أرادت تفطمه، [ ص: 197 ] قال لبيد:


                              لمعفر قهد تنازع شلوه     غبس كواسب لا يمن طعامها.



                              قرئ على أبي نصر، عن الأصمعي قال: إذ أراد أن يفطم الفصيل عفره، وذلك أن يقطع عنه رضاع أمه يوما، ثم بعد يومين ثم بعد خمسة حتى يتعود. قال:


                              عفر على فصيلك الرضاع     في كل يوم سقية الإرضاع

                              .

                              [ ص: 198 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية