الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: غرم.

                              حدثنا ابن نمير، عن أبيه، عن مجالد، عن الشعبي، عن حبشي بن جنادة، سمعت النبي صلى الله عليه يقول: "إن المسألة لا تحل إلا من غرم مفظع، أو فقر مدقع   ".

                              حدثنا أبو بكر، حدثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد، عن عبد الله بن سهل بن حنيف، أن سهلا، حدثه، أن رسول الله صلى الله عليه قال: "من أعان غارما في غرمه أظله الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله".

                              حدثنا داود بن رشيد، حدثنا الوليد، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن مالك، عن أبيه، عن معاذ، قال: "إن الله تعالى ضرب على رقابهم بذل مغرم، أنهم سبوا الله سبا لم يسبه أحد". [ ص: 1075 ] قوله: "لا تحل المسألة إلا من غرم مفظع" ، أي: يلزمه مال والمغرم من الغرم، قال الله تعالى: إن عذابها كان غراما أخبرنا سلمة، عن الفراء، قوله غراما قال: دائما، وفلان مغرم بالنساء، أي: مولع بهن، والغريم سمي غريما، لأنه يطلب حقه ويلح وأخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة، قوله غراما ، قال: هلاكا وإلزاما لهم، رجل مغرم بالنساء" قال الأعشى:


                              إن يعاقب يكن غراما وإن يعـ ـط جزيلا فإنه لا يبالي



                              وقال آخر:


                              ويوم النسار ويوم الجفا     ر كانوا عذابا وكانوا غراما



                              وقال أبو زيد: رجل غارم: إذا كان عليه دين، ورجل مغرم بالنساء: مشغوف بهن ويقال: الغريم: المطلوب بالدين، والغريم: الطالب دينه.

                              [ ص: 1076 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية