الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الثالث.

                              باب: كظ.

                              حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا صفوان بن عيسى، حدثنا أبو نعامة، عن خالد ابن عمير، وشويس، عن عتبة بن غزوان: "أنه ذكر أن ما، بين مصراعين من مصاريع الجنة أربعين عاما، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ".  

                              حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا عبد الله بن خراش، عن العوام، عن إبراهيم التيمي: "الإكظة على الإكظة مسمنة مكسلة مسقمة".

                              حدثنا إبراهيم، حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو معاوية، عن معرف: "رأيت عمر بن عبد العزيز يخطب فذكر الموت فقال: كظ ليس كالكظ، وغنظ ليس كالغنظ".

                              [ ص: 1210 ] قوله: "وليأتين عليه يوم وهو كظيظ" هو أن يضيق بكثرة من يدخله، ومنه اكتظ السيل بسيله إذا ضاق به، ورجل كظ: الذي تكظه الأمور ويعجز عنها وأخبرنا عمرو، عن أبيه: الكظ: الامتلاء وأخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: كظظت السقاء: إذا ملأته، وسقاء كظيظ: أي مملوء ودأظته دأظا إذا ملأته قوله: الإكظة هو الغم بكثرة الامتلاء من الطعام وقوله: "كظ ليس كالكظ" هو ضيق الحلق بخروج الروح وسمعت أبا نصر يقول: الكظ: شدة الأمر حتى يأخذ بالنفس، كظني الأمر، وأنشدنا:


                              إنا أناس نلزم الحفاظا إذ سئمت ربيعة الكظاظا



                              والكاظية مثل الخاظية قال النظار:

                              [ ص: 1211 ]

                              وصفحة مثل صفا الزحلوف     وفخذ كاظية اللفيف

                              .

                              [ ص: 1212 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية